مرايا الهوية المقعرة
Keywords:
تاريخي, فلسفي, اجتماعي, انسانيAbstract
لعل التغيّرَ في مسار التاريخ الحديث، أو ما يطلق عليه بعالم ما بعد الحرب الباردة، أصبح يتكون بخلاف ما كانت تحكمه الهويات الثقافية للأقطاب والشعوب المتنوعة في الحضارة الكونية، بوصفها هويات حضارية متماسكة، وهو ما أشار إليه كثير من الباحثين وبخاصة صموئيل هنتنغتون Samuel Phillips Huntington في كتابه: صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي، عام1996، ومن قبله فرنسيس فوكوياما Francis Fukuyama، وغيرهما من الباحثين الذين أشاروا إلى صدام الحضارات، وإعادة رسم هويات هذه الحضارات، منها على وجه الخصوص(الصينية، واليابانية، والهندية، والعربية الإسلامية، والإفريقية، وأمريكا اللاتينية، بما في ذلك الهوية الغربية نفسها) وأن ما ستؤول إليه هذه الحضارات هو أزمة هوية كونية،بحسب تعبير هنتنغتون، يبحث فيها الفرد ـ أيّاً كان، وأينما كان ـ عن هويته من خلال سؤال مركزي: كيف يمكن تأكيد هويتي في ظلّ هذه الأرجاء اللامحدودة لفضاء المعنى المنفلت، وإفلاس الحقيقة؟ وهل وجودي الثقافي مرهون بتفردي وانفصالي، أم مقرون بصياغة هوية الآخر؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي هزت كيان الذات في هذا الكون، وأثارت فضولها في السعي إلى الرغبة في حماية نفسها من مجهول "تصنيع" الهوية المعلبة، وتصديرها.