@article{إبراهيم_2014, title={مدخل إلى التجربة النقدية والفكرية}, volume={4}, url={https://journal.uokufa.edu.iq/index.php/Kufa_Review/article/view/4529}, abstractNote={<p dir="RTL">كثيراً ما وُجّهَ إليّ السؤال عن المنهج النقدي المناسب في تحليل الظواهر الثقافية، أو في تحليل النصوص الأدبية، وغالباً ما كانت الإجابة متعذّرة، أو في الأقل شبه متعذّرة؛ لأن علاقة الناقد بالمنهج نسبية، وهي علاقة متحوّلة لا تثبت على حال بين زمن وآخر، فضلاً عن وجود اختلاف بين النقاد حول وظيفة المنهج بين مَنْ يراه قالباً صارماً ينبغي إخضاع النصوص له ومَنْ يراه دليلاً يهتدي به لتحليل النصوص واستنطاقها. وفي ضوء ذلك يصبح الجزم برأي نهائي حول علاقة الناقد بالمنهج، وعلاقتهما بالظواهر المدروسة ضرباً من الادّعاء الذي يتكفّل الزمن بإبطال مفعوله، وبعبارة أخرى، فكل حديث ينصرف إلى وصف مكتمل لهذه العلاقة يجد نفسه متورطاً في خضم سلسلة من الادّعاءات التي لا تملك براهينها، لأنه ينطلق من افتراض عام، هو استقرار التجارب النقدية وثباتها، وانكفاء الناقد على نفسه فلا يتفاعل مع الكشوفات النقدية والمنهجية الجديدة، وهذا أمر خارج نطاق الإمكان بالنسبة إلى كل ناقد حقيقي، كون التجربة النقدية مفتوحة على آفاق لا نهائية، وليس من الصواب حصرها ضمن مقولات ثابتة ونهائية؛ لأنها ستضيق بنفسها، وتتعطل فاعليتها المعرفية إذا ما قيّدت إلى مرجعيات ثابتة، وادّعت اليقين المطلق فيما تذهب إليه، فكل تجربة نقدية تغتني، رؤية ومنهجاً، من خلال الحوار والتفاعل والتواصل بين المعارف والمناهج، ولا يصحُّ الحديث إلا عن مسار متحوّل يريد تجديد ذاته ليواكب عمليات التحديث في الفكر الإنساني. وعليه يتعذّر الحديث عن تجربة نقدية نهائية، ناهيك عن علاقة ناجزة بمنهج، فالأكثر موضوعية هو الالتفات إلى جملة من الأفكار والرؤى والموضوعات المتغيّرة التي انتظمت في نسق فكري، وتمّ من خلالها الكشف عن سلسلة من القضايا المتصلة بالممارسة النقدية والفكرية.يمكن فهم الممارسة النقدية بوصفها حواراً مع النصوص الأدبيّة والمعرفية، ويأخذ مصطلح "الحوار" دلالته من كونه نقطة تلتقي فيها مقاصدُ القارئ-الناقد بالمقاصد المضمرة للنصوص، بما يفضي إلى ضرب من التفاعل والحوار الذي هو نتاج قطبين، ينطلق كل منهما صوب الآخر. وهذا التفاعل، هو ما يصطلح عليه الآن بـ"القراءة". ويقصد بها: استراتيجية تعويم المقاصد المضمرة والمتناثرة التي تنطوي عليها النصوص، استناداً إلى حيثيات منهجية يتوفّر عليها القارئ-الناقد. هذه "القراءة" سواء أكانت أسلوبية <ins cite="mailto:Hassan%20Nadhem" datetime="2013-09-16T22:34">أو </ins>بنائية <ins cite="mailto:Hassan%20Nadhem" datetime="2013-09-16T22:34">أو</ins> دلالية، هي "جوهر" الممارسة النقدية بمفهومها الحديث.للقراءة اتجاهات متعددة: منها ما يقتصر على النصوص ذاتها محاولا<ins cite="mailto:Hassan%20Nadhem" datetime="2013-09-16T22:34">ً</ins> استكناه خصائصها الذاتية، ومنها ما يستنطق تلك النصوص بهدف استخلاص قيم ثقافية واجتماعية، ومنها ما ينطلق من مرجعيات النصوص الخارجية لتفسيرها وتأويلها، ومنها<ins cite="mailto:Hassan%20Nadhem" datetime="2013-09-16T22:34">،</ins><del cite="mailto:Hassan%20Nadhem" datetime="2013-09-16T22:34">-</del> أخيرا<ins cite="mailto:Hassan%20Nadhem" datetime="2013-09-16T22:34">ً،</ins><del cite="mailto:Hassan%20Nadhem" datetime="2013-09-16T22:34">-</del> ما يربط بين المكونات النصيّة والمرجعيات الخارجية التي تحتضنها في محاولة لردّ الإيحاءات النصية إلى نُظم ثقافية. وقد اندرجت هذه الاتجاهات في مقتربين كبيرين، أولهما "المقترب الخارجي" وهو يعُنى بتحليل المرجعيات التي تغذّي النصوص بعناصرها، سعيا<ins cite="mailto:Hassan%20Nadhem" datetime="2013-09-16T22:35">ً</ins> إلى كشف الأثر الذي تتركه تلك المرجعيات في النصوص، وينضوي في إطار هذا المقترب عدد من المناهج، مثل: المنهج التاريخي، والاجتماعي، والنفسي، وثانيهما "المقترب الداخلي" وينصرف اهتمامه إلى استكشاف المزايا الخاصة للنصوص، وبيان نظمها الداخلية، ودلالاتها النصيّة. ويدخل ضمن هذا المقترب عدد من المناهج، مثل: المنهج الشكلي، والبنيوي. ولم يعدم تاريخ النقد الأدبي محاولة الإفادة من كشوفات هذين المقتربين، والتوفيق بينهما، ومقاربة النصوص الأدبية في ضوء ذلك، وهو ما تجلّى في "نظرية القراءة والتلقي" ومنهج التفكيك. </p>}, number={1}, journal={Kufa Review (Discontinued)}, author={إبراهيم عبدالله}, year={2014}, month={Mar.} }