التخيّل وأثره في إبداع التشبيهات الشعريّة

Abstract

يريد هذا )البحث( بمنهجيّة تميل إلى التحليل أن يقرأ خطاب:

)التخيّل( وأثره في )التشبيه( الذي وقف صلاح الدين خليل بن أيبك

الصَّفَديُّ ) 764 ه( عنده في كتابه: )الكشف والتنبيه على الوصف

والتشبيه(: تحقيق وتعليق: هال ناجي و وليد بن أحمد الحسين:

اصدارات الحكمة : ط 1 لندن: 1999 ، فقد قُدّر للصَّفَدي أن يدرك

)التخيّل( بوصفه سلطة إبداعيّة منظّمة لا يمكن للنصّ الأدبي أنْ يرتقي

إلى فضاءات الإبداع المفارق لما هو مألوف، وغارق في المباشرة،

والسكون من دونها، فالتخيّل في إجراءاته النسقيّة يعمل على كشف

وظيفة )الخيال( في إنتاج الأدب بوساطة استرجاع المعاني، وإعادة

تركيبها، وإنتاجها على وفق رؤية متقدمة تتولى الجمع بين ما هو حسي،

وعقلي في مهمّة لا يقوى على توصيفها الأديب نفسه .

وقد قُدّر للصَّفَديِّ أن يدرك أيضاً أنّ خطاب )التشبيه( بدلالته التي

تنصرف نحو المتشابهات التي يوفّرها عمل الحواس الخمس في إطار

عمل الإنسان في محيطه الأكبر جزءٌ كبيرٌ من علم البيان، وقد تبوّأ غرف

البلاغة، ولم ينبذ بالعراء، وإنّه ما خلا شاعرٌ، ولا كاتبٌ من تشبيه، في

إشارة دقيقة من الصَفَديّ إلى عظمته، وعلوّ قدره، وسموّ شأنه.

لقد تعامل الصَّفَديُّ مع )التخيّل( و )التشبيه( تعاملاً ينمّ عن مقدرة

نقديّة تجاوزت )الخطابات( التي قال بها النقاد السابقون له، وهُم

يكرّرون القول في التشبيه، ويصرفون النظر لأسباب عن

)التخيّل(، فخطاب الصَّفَدي، وإجراءاته التي أوقفها في

تبيان أثر )التخيّل( في إبداع )التشبيهات( الشعريّة قد

شهدت له بالفرادة، وعمق التفكير، وسلاسة الرؤية في

تحليل الخطاب البلاغي عند العرب.

لقد قرأ )البحث( بحياديّة واضحة تعامل )الصَّفَديّ(

مع خطاب:)التخيّل(، وأثره الإجرائي في تثبيت دعائم

نظريّة )المخيّلة( عند الشاعر في واحد من أهمّ فنون

البلاغة العربيّة أعني:)التشبيه( معتمداً على عدد من

)المصادر( السابقة لزمن الصَّفَديّ التي كشفت طبيعة

المنجز، وفتحت نوافذ الإتصال على مصطلحي

:)التخيّل( و)التشبيه(، فضلاً عن أنّه -البحث- اعتمد

على عدد من )المراجع( التي أغنت تصوّراته، وأسهمت

في تقديمه بحثاً قابلاً للقراءة، ومن الله التوفيق .