جذور اجتماعية رافدينية من السهل الرسوبيّ مقاربة أثنو-آثاريّة لبعض الظواهر الاجتماعية في المجتمع العراقي

Abstract

يمكنُ للقياسِ والاستدلالِ، ضمنَ البحثِ الأثنو-آثاري، أن يُؤديا دوراً حيوياً في تفسيرِ الظاهرة الاجتماعية ضمن سياقها التاريخي، من خلال بعضِ المصادر التي قد تكون: تجربة شخصية، أو وثيقة مدوّنة، أو بيانات مستقاة من دراسة أثنوغرافية. يتمُّ استخدامُ القياس العلائقي في المنهج الثقافي التاريخي من خلال التركيز على أوجهِ التشابهِ الممكنةِ بين الجزئيات المكوّنة لثقافتين تنتميان لبيئة جغرافية واحدة. من أجل تفسيرِ البقايا الأثرية وإعادةِ رسمِ صورةِ المجتمعات القديمة، فإن القياسَ يمثّلُ قراءةً مباشرةً للماضي من خلال دراسة الفعاليات المعاصرة. تُعرّف الدراسة الأثنو-آثارية على أنها منهجٌ وطريقةٌ في البحث، وليس تخصّصاً حقيقياً، ومع ذلك، فقد أثبت هذا المنهج أنه ضروري في مجال القياس التحليلي الذي ينتج أحياناً من التغييرات في أسلوب البحث الاجتماعي وتصميمه، ومن خلال الدليل صار هذا المنهجُ جزءاً لا يتجزأ من التنظير الآثاري. وأصبح الدورُ الذي يلعبه البحث الأثنو-آثاري واضحاً ونافعاً في التفسير والاستدلال الآثاري، إذ يهدف إلى إيجاد الصلة والرابطة بين البقايا المادية والسلوك والنشاط البشري الذي أنتج تلك البقايا، وذلك حينما يصلنا الأثرُ فقط، بينما يضيعُ السياقُ الاجتماعي والثقافي الذي كان مصاحباً للأثر بمجرد زوال المجتمع في بداية ستينيات القرن الماضي، بدأ لويس بينفورد وطلابه في جامعة نيومكسيكو فصلاً جديداً في الدراسات الآثارية، مبتعدين عن منهج التفسير التاريخي للظاهرة الثقافية الذي ابتكره غولدن جايلد خلال الثلاثينات. رفع بينفورد شعار "علم الآثار بحث أنثروبولوجي أو هو لا شيء". تضمّنَ المنهجُ الجديد إدخال علوم جديدة مكمّلة مثل الأثنوغرافيا ودراسة الثقافة المادية المعاصرة من أجل ردم الفجوة في المعلومات المستحصلة من العمل الميداني والتنقيبات. عند بينفورد، لا تغطّي المعلومات والبيانات المستخلصة من الآثار الماديّة والمدوّنة التي يتمّ الكشف عنها من خلال التنقيبات، في أفضل الأحوال، سوى ٨٠ بالمائة. وتشكّل النسبة المتبقيّة السياق الاجتماعي والثقافي المفقود الذي أنتج الأثر، والذي لا يمكن التحقق منه إلّا من خلال دراسة أثنوغرافية للثقافات المادية في المجتمعات المعاصرة