أنواع الخبر في كتاب العقد الفريد

الملخص

من المعروف أن التُراث العربي القديم يشتمل على عدد من المُدونات السردية والخبرية ، وقد شكلت هذهِ المُدونات جانباً مُهماً من جوانب دراسة السرد العربي القديم ، ولذلك توجهت كثير من الأبحاث والدراسات إلى تناول الأنواع السردية والخبرية التي تضمنتها هذهِ المُدونات بالاعتماد على مناهج مُختلفة تتناسب مع نوع المادة السردية وَموضوعاتها .

وقد كان إختيار أنواع الخبر في كتاب العقد الفريد موضوعاً لهذا البحث ؛ لما لَهُ من دور كبير في إثراء السرد العربي القديم ، ولإعتماد كثير من الأنواع السردية الأخرى في بناءَها وَتشكلها على الخبر ؛ فضلاً عن تعدد الأنواع الخبرية التي تضمنتها هذهِ المُدونة .

يهدف البحث في هذا الموضوع إلى الإطلاع على الأنواع الخبرية التي اشتمل عليها السرد العربي القديم ، ومعرفة الكنوز الأدبية والسردية الموجودة فيهِ ، والمُزاوجة بين أساليب السرد القديم والمناهج النقدية الحديثة ؛ لإعطاء الدراسة أُفق جديد وَرؤية مُختلفة .

فالأخبار التاريخية عادة ما تتسم بطابع التأريخ والتوثيق وتُسرد لتحقيق أهداف معرفية وتربوية ، وتسعى الأخبار الأدبية الى إحداث أثراً في نفس المُتلقي ويتحقق هذا الأثر من خلال طريقة التعبير عن الواقع بأساليب فنية وجمالية مختلفة, ويُقدم الخبر الفكاهي أحداثهُ بطريقة طريفة ومضحكة تهدف الى التسلية والإمتاع والترويح عن النفس آحياناً وإلى السخرية والنقد آحياناً أخرى ، أما الأخبار التفسيرية فأنها عادة ما تتسم بالأيجاز والأختصار وتسرد بهدف تقديم الحكمة والعبرة والموعظة.

وتسعى الأخبار المنامية الى تحقيق وظيفة تنبؤية وقد تستبق الأحداث أو تسترجعها وتهدف في أخبار اخرى الى تفسير بعض الظواهر، وتقوم الأخبار التنبؤية بإستباق الأحداث وإستشراف مستقبلها والتطلع الى معرفة مستجداتها ، وتهدف الأخبار العجائبية الى كسر الرتابة وإثراء النصوص السردية بالقيم الجمالية ، وتقديم الواقع بصورة مُغايرة ,أما الأخبار الغرائبية فأنها تبدأ لأول مرة خارقة للقوانين الطبيعية ومتجاوزة لحدود الواقع وغير قابلة للتفسير ، إلاإنها سرعان ما تجد تفسيراً يُعيدها الى دائرة الواقع