قضايا نقدية في شعر طرفة بن العبد

الملخص

اثر الأدب الجاهلي في الأدب العربي في العصور الاحقه وتميز بطابعه التاريخي ،وشعره كان متجاوبا ومتفاعلا مع الظروف المحيطة به ،فصار كالبؤرة التي أنصهر فيها الشعر اجمع ومثل نتاج العقل الواعي ، وراح شعراء هذا العصر في قصائدهم يمثلون حياتهم ويصورونها في شعرهم صوراً حية تنبض بالحياة فقد أتيح للشعراء العرب قبل الاسلام قدرا من المعرفة والثقافة  وظفوها  في أشعارهم وربطوا معها تأملاتهم وتجاربهم في الحياة فقد تركت بيئتهم ألبدوية بصمتها وأثارها في شعرهم  فجاء صادقا ينساب برقة وإحساس يحمل معاني سامية وفكرا معبرا وأمثالا تعكس واقع الحال وله من الجودة والصدق الفني ماخلده على مدى التاريخ فصار مسيرا ودربا لما تلاه وتجاوز حدود عصرهم إلى العصور التالية وللأهمية التي تميز بها هذا الشعر في ذاك العصر اتجه له النقاد بنقدهم  وبصيرتهم محاولين فك رموز الإبداع وبيان مواطن الامتياز الذي تفرد به هذا الفن الراقي وتقديمه سهلا للدارسين والتعريف بأصحابه وكان طرفة بن العبد احدهم

فقد كان من  الحاصلين على المراتب الأولى بإجماع العلماء لما امتاز  به شعره  من سمات وخصائص سنذكرها في مواضعها من هذا البحث ومما يزيد من حيوية هذا الشاعر ما تضيفه روحه الشابة من اضطرام في دفقاتها سواء كان في ساعات لهوهِ وسرورهِ وبشرهِ أو في لحظة انقباضه وحسرته وحزنه فهي تخرج من نطاق التجربة إلى نطاق التفلسف وبسط النظرة الشاملة, وربما كانت  تلك الخاصية هي ابرز ما يميز شعره موضوعا ،فهو يحمل تجربته الخاصة مدلولاٌ فلسفيا شاملا يخرج من نطاق النظرة الضيقة إلى محاولة إدراك لحقيقة الحياة, وحقيقة المصير.