أبنيــة ملحقات الجموع في شعر طرفة بن العبد

الملخص

تحتوي العربيّةُ على ضَرْبينِ من الجمع، هما: جمعُ السلامةِ وجمعُ التكسير، وفيها ضروبٌ أُخْرى من الكَلِمِ تَدِلُّ على معنى الجمعِ من المُمْكنِ أَنْ نُطلقَ عليها(مُلْحَقاتِ الجموع)، هي جمعُ الجمع، واسمُ الجمع، واسمُ الجنسِ الجمعيّ، واسمُ الجنسِ الإفراديّ, ويُعَدُّ هذا التنوُّعُ في الدلالةِ على معنى الجمعِ من مظاهرِ الدقّةِ والثراءِ في هذه اللغةِ الكريمة، لِما تُقدِّمه للمتكلِّمِ من خِياراتٍ وفروقٍ دلاليّة.

ولا يُمكنُ عدُّ هذه الأَنواعِ الأَربعةِ جموعاً حقيقيّة، فجمعُ الجمعِ واضحٌ من اسمِه أَنَّه ليس جمعاً للمفرد، وهو بهذا يخالف المتعارَفَ عليه في الاستعمالِ اللغويِّ في مسألةِ الإفرادِ والجمع، واسمُ الجمعِ يدلُ على معنى الجمعِ ولفظُه مفرد، واسما الجنسِ يدلانِ في الأَصلِ على الماهيّة، ودلالتُهما على معنى الجمعِ متأتِّيةٌ لهما من دلالةِ الماهيّةِ على العموم.

وقد حاولنا في هذا البحثِ دراسةَ هذه الموضوعاتِ الأَربعةِ وتطبيقَها على شعرِ طَرَفةِ بنِ العبد، وتبيينَ الأَبنيةِ التي وردتْ عليها، لِما في ذلك من أَهمّيّةٍ في توضيحِ العَلاقةِ بين الأَبنيةِ والمعاني التي تُؤَدّى بها.

أَمّا طرفةُ بنُ العبدِ فهو أَحدُ الشعراءِ الجاهليّينَ الذين تبوَّأتْ أَشعارُهم مكانةً متميِّزةً في الاستشهادِ في النحوِ والصرفِ والمعجم، كانَ في زمنِ عمرِو بنِ هندٍ ملكِ الحيرة، وقُتِلَ وعمرُه بين العشرينَ والسادسةِ والعشرين، مخلِّفاً من الشعرِ ما استطاعَ أَنْ يُخلِّدَه على الزمان، ولاسيَّما داليّتِه التي عُدَّتْ من المُعلَّقات.

أَمّا شعرُه الذي كانَ موضوعَ هذه الدراسةِ فيتألَّفُ من ثمانيةٍ وثمانمائةِ بيتٍ وشطرين، بحسبِ النشرةِ الأَخيرةِ له، والتي هيّأَ مجمعُ اللغةِ العربيّةِ في دمشقَ أَسبابَ النشر لها. ولابدَّ من الاشارةِ إلى أَنَّ المعانيَ المعجميّةَ للكلماتِ الواردةِ في الحاشيةِ مستقاةٌ من تاجِ العروسِ للزَّبيديّ لكونِه أَوسعَ معجمٍ قديم.