المرأة في شعر الجواهري

الملخص

الكتابة عن الجواهري في أيّ موضوع ليس بالهيّن أو اليسير ما لم يتزوّد الباحث بمعين ثرّ عن ثقافة هذا العملاق  ديوان العرب , ثالث النهرين, العميق الغور , المترامي الاطراف , البعيد المدى . لم يستطع أحد من القدماء أو الحديثين مزاحمته فهو مزيج مركّب من هوميروس وشكسبي وأبي نواس وابي تمام والبحتري والمتنبي والمعري وسواهم من الشعراءالكبار الافذاذ . فقد مثّل بشعره إباء الانسان العربي وشموخه وعنفوانه امام الجبروت الطاغي هادرا بصوته أعذب آيات البيان في فضاء الشعرينشد أغاريده للحريّة ومنازلة الحكّام وقهرهم وتهشيم نفسيّاتهم جاعلا منهم إمثولة وأضحوكة لدى الصغار والكبار ممهدا طريق الثوّار رافعا راية الكفاح بالكلمة المناضلة وبالتعبير الفنّي الحرّ الجريء . قال فأوفى ,ووصف فصدق وذهب بعض قوله على لسان الدهر فحفظه الناس لبلاغته وسهولة حفظه .
فالجواهري الذي علا صوته على اصوات سواه من الشعراء قوميّا وانسانيا لم يكن بعيدا عن عالم المشاعر والعواطف الذاتية محبّا وعاشقا لكل جميل وادع شفيف يسرّ الحياة ويبعث نشوة الحلم والخلود ويعلو فوق سماوات لا حدود لها في عالم سحريّ انيق هو المرأة مصدر الالهام وعنوان الحنان والحبّ بمعناه الواسع الكامل الذي أرانا إياه خيال الجواهري الجامح وقريحته الفيّاضة صورا  من الجمال الروحي والجسدي وبلمساته الشعرية المعبرة بصدق وصراحة مطلقة تنمّ عن ترف حقيقي للعاطفة الانسانية المتقدة بالحرمان والوصال والرغبة والطهر . وهذا العالم الذاتي المباشر الجميل للشاعر هو الذي حفّزني للكتابة عنه كي اقف على الجانب الخصب من حياة الجواهري لتتضح شمولية رؤيته للمراة أمّا وزوجة واختاوابنة وحبيبة مانحة الحياة وصانعة الجمال ومعيدة صياغة هذا الوجود .