التوزيع المكاني للسكان في مدينة النجف الاشرف
Abstract
لاشك في ان دراسة توزيع السكان وكثافتهم في المكان، تعد من الحقائق الأساسية التي تحظى بأهمية بالغة في الدراسات الجغرافية لاسيما دراسات جغرافية السكان، كونها تكشف عن الطريقة التي يتوزع فيها السكان في المكان الطبيعي الذي يتيح لهم إمكانية استثماره والتفاعل معه وبالتالي الاستقرار فيه، وكذلك ما يستجليه من تباين مكاني في توزيع حجم السكان في المناطق والوحدات الإدارية المختلفة على وفق حركة السكان الطبيعية والمكانية واختلاف تركيبهم العمري والنوعي والاقتصادي والاجتماعي(1)، فيتوصل الباحث برؤيته التحليلية الجغرافية، ومن خلاله يتعرف المخطط على الأسباب الكامنة وراء هذا التوزيع ومؤثراته وما يترتب على ذلك من نتائج في ميادين الحياة المختلفة سواء أكانت الاقتصادية أم الاجتماعية أم السياسية(2). ويوصف توزيع السكان بكونه عملية ديناميكية مستمرة تختلف أسبابها وانعكاساتها في الزمان والمكان،(3) تبعاً لمنظومة من الخصائص أو المؤثرات الطبيعية والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية، التي تتفاعل مع بعضها البعض وتتداخل لتشكل الصورة التوزيعية المكانية للسكان، وبعبارة أخرى فان توزيع السكان في أية منطقة أو إقليم انما هو في حقيقته نتاج لتفاعل مجموعة من النظم البشرية مع ظروف البيئة الطبيعية في صور عديدة وبأساليب معقدة.