أثر الجغرافية السياسية في الحراك السياسي لمدينة النجف

Abstract

تمتلك مدينة النجف عمقاً تراثياً ودينياً وحضارياً، فهي الحاضرة العربية المنيعة التي تفتخر باقتران وجودها باسم ألإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، مما جعل لمكانتها سمواً بين المدن العربية وألا سلامية المهمة، ليس من ناحية قدسيتها الدينية في العراق والوطن العربي وأرجاء العالم الإسلامي فحسب، بل وفي عراقة دورها التاريخي وعطائها العلمي الرائد ومنجزاتها الفكرية الكبيرة، فكانت ومازالت مهوى أفئدة المؤمنين وجنود العلم الذين نفروا من كل فج عميق والتقوا فيها، لا ألإحياء منهم فقط بل وحتى الأموات.

تكتسب النجف أهمية بالغة لكونها مدينة لها تأريخ سياسي مؤثر أسهم بشكل فاعل في مجريات الأحداث السياسية في تاريخ العراق الحديث والمعاصر والعالم الإسلامي، وكان لها ألأثر الكبير في الذود عن حياض هذا الوطن والدفاع عنه في شتى الميادين وفي مختلف المراحل التاريخية، حتى أصبحت صفحات نضال النجف السياسي مشرقة ومشرفة وتداولها الأيام وتؤيدها الوقائع الحقيقية الثابتة.

تزداد أهمية المدينة من بين مثيلاتها في العراق لا لأنها تصدت لجانب من الحياة السياسية عبر تاريخ المدينة الطويل في مسار الحركة الوطنية العراقية فحسب، بل لأنها كشفت النقاب عن جانب مهم من التحولات المهمة على المستويين الداخلي والخارجي والتي تميزت بالتوتر الدائم وعدم الاستقرار السياسي، هزت في كثير من الأحيان أسس النظام السياسي آنذاك، بل وهددت وجودهم في أحيان أخرى