قراءات
Abstract
قراءة: عدنان فالح
تساءل رودولف شتاينر
Rudolf Steiner
في مقالٍ ضُمَّ لاحقاً إلى فصول
كتابه المُبكِّر عن فريدريك نيتشه
Friedrich Nietzsche
المُسمّى «نيتشه
مُكافحاً ضدَّ عصره
:Friedrich Nietzsche, A Fighter Against his Time
»
هل أنا نيتشويٌّ؟ لاشكَّ في أنَّ شتاينر قد حَدَسَ بصدقٍ ما لقراءةكُتب
نيتشهمن تأثيرٍعظيم في عقول قارئيه، خاصَّةً وأنَّه أنفق ساعاتٍ عديدةً
في أرشيفه في ناومبورغ
Naumburg
؛ لذلك فإنَّه لا يقدر
أن يُخفي إعجابه الشديد بذلك الاتِّجاه الفكريِّ الذي
التقاه في مُنتصف الطريق، فقد أسَرَتْه الطريقة التي تعلن
فيها الروح مكنوناتها، وبعد ذلك وجد نفسه وحيداً مع
الناس ومع الأزمنة، كما يقول.
لم يكن نيتشه نفسه غافلاً أبداً عن ذلك التأثير،كما
أنَّ لدينا شواهد عديدةً من كتاباته تثبت أنَّه كان واعياً،
بل ومُتعمِّداً له؛ فهو يُشير في سيرته الذاتيّة،على سبيل
المثال، إلى كتاب «ما وراء الخير والشرِّ »، وكيف ستغدو
كتاباته كلُّها ابتداءً منه صِنّارات صيدٍ، فإن لم «يكن هنالك
من صيدٍ قد حصل، فذلك ليس ذنبي. السمك هوالذي
لا يُوجد » )هذا هو الإنسان، ما وراء الخير والشرِّ،
1(.إنَّهذا المعنى نجده أشدَّ وضوحاً في الرسالة الأخيرة
التي أرسلها نيتشه إلى جورج براندس
George Brandes
1842
–
1927 ، وهي،على أيِّ حالٍ، رسالةٌ قصيرةٌ
وقَّعها باسم المصلوب
The Crucified
. يقول نيتشه في
تلك الرسالة مُخاطباً براندس: «عندما حدث ذات
يوم أنك شفتَني،كان من السهل بما يكفي أن تجدني:
لكنَّ الصعوبة الآن تكمن في التخلُّص منّي
December
«
.»
97 .p ,
1899