النَّحْوُ القُرآنِيّ

Abstract

النحو نسقٌ من قواعدِ تركيبِ المفرداتِ اللغويّةِ التي تسعى إلى تعليمِ

لُغةٍ موجودةٍ أو دراستِها ومعرفةِ سُنَنِهَا، وما دامتْ أنظمةُ اللغةِ الطبيعيّةِ

خارجةً عن سُلطةِ العلمِ وخاضعةً لسُلطةِ الاستعمالِ، أي استعمالِ أهلِ

اللغةِ لها بحسبِ ما تقتضيهِ سُنَنُ التّخاطُبِ المركوزةِ في ذهنِ المتكلِّمِ،

فإنّ هذه القواعدَ تُعَدّ اكتشافاً لأنظمةِ اللغةِ، وليسَ وضْعاً أو اختراعاً

لها، فتقتضي دراسةُ اللغةِ وتعلُّمها النَّظرَ في كيفيةِ استعمالِ أهلها إيّاها،

والابتعاد عن فرضِ أيّ قيدٍ أو شرطٍ على هذا الاستعمالِ؛ لأنّه مرتبطٌ

بعواملَ كثيرةٍ منها عواملُ اجتماعيّةٌ واقتصاديّةٌ ونفسيّة.

ينتهي مفهومُ النّحو القرآنيّ نظريّاً إلى الحكمِ على استعمالِ

العربِ للغتِهم بالخطأ والصوابِ عن طريقِ ما جاء من استعمالاتٍ

لغويّةٍ في القرآن الكريمِ، فيكونُ هو الحاكمَ على اللغةِ والمُحْتَكَمَ إليهِ

حينما يَرِدُ فيها ما يخالفُهُ

1

، وهذا يتضمّنُ مخالفةً صريحةً لطبيعة اللغة

من حيثُ يعلمُ الداعونَ له أو لا، وعلى الرّغم من هذه المُشكلةِ، فإنَّ هذا

المفهومَ وما تضمّنَهُ من دعوةٍ لإيجادِ نحوٍ بديلٍ عن النحوِ العربيِّ يلقى

صدًى واسعاً في الدّرس النّحويِّ العربيّ الحديثِ، وقد وجَدَ سبيلَهُ

إلى الدّرسِ الأكاديميّ، وربّما دَخَلَ في بعضِ مقررات التّدريس في

الدّراساتِ الأوليّة والدّراساتِ العُليا في الجامعاتِ العراقيّةِ والعربيّةِ.