الأنماط المكانية لظاهرة عمالة الأطفال في مدينة الناصرية (دراسة في الاتجاهات والاسباب والخصائص)
Abstract
يهدف البحث إلى تحليل الاتجاهات والأسباب والخصائص والآثار الناجمة عن عمالة الأطفال في مدينة الناصرية ، المركز الاداري لمحافظة ذي قار جنوبي العراق . وقد اخترنا (130) طفلا عاملا ، من الأنطقة العمرأنية لمدينة الناصرية تشكل في مجموعها عينة البحث ، وقد تمحور البحث حول حجم عمالة الأطفال واتجاهاتها ، وتشخيص دوافع وخصائص عمالة الأطفال (الذاتية والبيئية) والآثار الناجمة عنها وآفاقها المستقبلية وصولاً إلى الاستنناجات والتوصيات . ويمكن أن يوجز الأستنتاجات بالأتي :
التباين الواضح لحجم عمالة الأطفال على أنطقة الأطار المساحي الثلاثة لمدينة الناصرية, تبعا لقوة الجذب التي تمتاز بها كل منطقة وسماتها المختلفة ، إذ تتفاعل العوامل السكأنية والسكنية فيما بينها لصياغة اهم العوامل المؤثرة في عمالة الأطفال من خلال الترابط الوثيق بينهما . يتعرض العمال الأطفال لآثار صحية واجتماعية واقتصادية ، اثرت بدورها على مستوياتهم التعليمية والبدنية . يظهر أن هناك زيادة تصاعدية لعمالة الأطفال تكون واضحة بشكل كبير عند الذكور , تزداد تصاعديا من الفئة العمرية (7-9) سنة إلى الفئة 10-12 ,والفئة (13) سنة فأكثر اي بنسبة (4.6 ، 16.2 ، 70.8 % ) على التوالي من إجمالي العينة , وهي أعلى من نسبة فئات الأناث التي تنعدم في الفئة الأولى وترتفع عند الفئة الثأنية لتبلغ نسبتها (4.6%) وتعود فتنخفض في الفئة الاعلى 13 سنة فأكبر لتبلغ (3.8%) من إجمالي العينة . بينما كأنت نسبة العمال الأطفال المحرومين من الأب المتوفي (11.5 %) من إجمالي العينة ، أما الأم المتوفية فكأنتا(6.9%) . وهذا مؤشر يتعارض مع المبدأ القائل أن فقدأن المعيل ليس هو السبب الرئيس في أنتشار عمالة الأطفال , كما يتصوره بعض الباحثين في أنطلاقتهم الأولى عند تنأولهم لهذه الظاهرة ، بل أن هناك اسباباً ودوافع عدة سوف يتطرق البحث اليها عند تحليل اسباب الظاهرة .
هناك اسباب مرتبطة بتباين التوزيع العمرأني للأنماط السكنية , فنجد أنها تنخفض في الأحياء ذات النمط العمرأني الجيد وساكنيها من ذوي الدخل المرتفع , لهذا تشكل بعض عمالة الأطفال تقليدا لمهنة الأب , بينما تزداد نسبة الأطفال العاملين الذين يتوافق محل اقامتهم مع وجود مناطق العشوائيات في بعض إحيائها ،وهي من الأحياء الفقيرة ذات الاكتظاظ السكأني ومستويات الدخل المنخفض , مما تسهم في حراك الأطفال نحو أسواق العمل للأحياء السكنية في هذه النطاقات المعتمدة عند تصنيف المدينة استناداً لها ، لذا ولدت هذه الظاهرة آثاراً اقتصادية وصحية واجتماعية عدة .
