بنية الخطب التوحيدية في نهج البلاغة دراسة في أسلوبية التركيب الخطبة الأولى مثالًا

الملخص

أثمر البحث ثمارًا يانعةً حان قطافها على النحو الآتي:

أ‌-          الخطبة عند أمير المؤمنين u نسيج متكامل، محكم السبك، متشابك المضامين.

ب‌-       تضمنت مقدمة الخطبة إجمال الموضوعات التي أراد الإمام u الحديث عنها، وقد جعلها في أربع مقاطع يكون اللاحق منها بمثابة تعليل للذي قبله.

ت‌-       جاء العرض ليفصل الإجمال في مستهل الخطبة، وقد فصل فيه الحديث عن التوحيد الذاتي والتوحيد الأفعالي.

ث‌-       بدا الحديث في التوحيد الذاتي هرمي الشكل، يبدأ بقاعدة عريضة هي المعرفة، وينتهي بالقمة التي خصصت لنفي صفات المخلوقين عنه –سبحانه-.

ج‌-       كانت الخاتمة متسقة تمامًا مع موضوعات الخطبة في الحديث عن التوحيد، فذكرت الحج الذي يمثل أبرز مظاهر التوحيد في الإسلام.

لقد بنيت خطب النهج بناء هندسيا محكما، مبتدئا بالاستهلال فالعرض فالختام، وقائما على ترابط دلالي دقيق ينم على وعي تام بأهمية الخطاب وأثره في المتلقي، على الرغم من أنّ كثير من الخطب جاءت مقطعة، أو اختار منها الشريف الرضي مقاطع قلّت أو كثُرت، غير أننا نلمس في مجملها إحكامًا في النسج والبناء، ولعلّه يتضح أكثر فيما جاءت مكتملة من الخطب، أو شُبه مكتملة.

وقد رصد البحث بنية الخطب التوحيدية مثالا لما عليه سائر الخطب من الإحكام في بنائها بما يمثل بعدا أسلوبيا جرى عليه كلام أمير المؤمنين (B) للوصول إلى الغاية المتوخاة منها، وركّز القول في الخطبة الأولى من نهج البلاغة؛ كونها تتضح فيها معالم البنية من مقدمة فعرض فختام، وهي بعدُ كاشفة عما سواها من خطب التوحيد.

وقد انتظم البحث في ثلاثة مباحث، تحدث أولها عن مقدمة الخطبة بما تحفل من قوة، وبما تتضمن من إشارات بيِّنة للمناسبة التي قيلت فيها الخطبة، ثم جاء بعده المبحث الثاني ليكشف عن أسلوب الإمام علي (B) في عرضه للمضامين التي يتوخاها من خطبته. أما المبحث الثالث فقد تكفل ببيان بنية الختام لما لها من أهمية في تركيز ما جاء في العرض من مضامين. ولا ريب في أن خاتمة البحث بينت الثمار المنتقاة منه.