(في) في القرآن الكريم بين المعاني المقصودة والفهم السطحي
DOI:
https://doi.org/10.36318/jall/2010/v1.i9.6797الملخص
يسعى هذا البحث إلى دراسة الاستعمال الخاص لحرف الجر("في" في القرآن الكريم) برفض فكرة نيابة بعض الحروف عن بعض التي اعتمدها النحاة المتأخرون، فكان نتيجة ذلك أن تحولت المعاني الدقيقة المقصودة في الاستعمال الخاص لهذا الحرف، إلى معانٍ غريبة ،حتى كان بعضها لا يليق بصفات الله تعالى ،فسبحانه عما يصفون.وقد توصل البحث من الرحلة الممتعة في معاني (في) الواردة في الاستعمال القرآني، إلى بعض النتائج وأهمها:
1ـ إن (في) من الحروف العوامل،وهي وما يليها تعطي معنى الوعاء، والاشتمال الذي يتلبس بالأصل الحسي للمفردات بوصفها أصولا لمعاني اللغة في أصل الوضع اللغوي، ليقاس عليها نسبة التحول التي يسبغها الاستعمال الخاص، لذا ينبغي أن لا نعد المعاني النحوية الأصول ممثلة للحقيقة، وأما ما عداها فمجاز، أو أنها غير مقبولة بالقياس إلى المعنى الحسي المألوف. وهذا ما وقع به بعض من تعرض لتفسير آي القرآن الكريم، فعدوا كلّ ما خرج عن الحسي المحدود خارجا عن المعنى وراحوا يلتمسون له معنى يلائم وضع القاعدة بالنسبة إلى بعض النحويين ويلائم المدركات الحسية المباشرة بالنسبة إلى بعض المفسرين، وكأن القاعدة التي وضعها الإنسان هي المطلق وكلام الله تعالى هو النسبي، أو كأن اللغة واستعمالاتها مقصورة على التعبير السطحي للواقع، وليس لها واقع ذاتي خاص وإمكانات حينما تستثمر تصبح معبرة عن الحقائق الكلية أو المطلقة أو التي لا يصل إليها الإدراك المباشر، كعالم النفس الغامض والعوالم المفارقة أو التي تختفي تحت المرئي بمسافة تقصر أحيانا وتطول أحيانا أخرى.
2ـ لعل من أسباب التأويلات البعيدة لمعاني (في) في القرآن الكريم، التي قد تعكس المعنى المقصود، يرجع إلى ضعف ملكة الخيال، وقلة صبر الناظر في دلالات القرآن،وقلة ثقافته، أو قدمها بإزاء المعاني التي يتمثلها الإنسان المعاصر اعتمادا على معطيات العلوم الحديثة. فأدى ذلك إلى تحريف معاني (في) إلى معانٍ أخرى منها: (في) بمعنى: (مع، أو على، أو من، أو السببية) وغيرها، لذا يجب أن لا نعدل عن دائرة المعنى الأصل لمعرفة التحولات المقصودة، إلا حينما نعجز عن الوصول إلى البنية التي توحي بالمعنى المتحول إليه.
التنزيلات
بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.
التنزيلات
منشور
2010-12-17
كيفية الاقتباس
غازي تومان. "(في) في القرآن الكريم بين المعاني المقصودة والفهم السطحي". مجلة اللغة العربية وآدابها, م 1, عدد 9, ديسمبر، 2010, ص 201-49, doi:10.36318/jall/2010/v1.i9.6797.
إصدار
القسم
بحوث محكمة
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2022 اللغة العربية ادابها
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.
التي تسمح للمستعملين بنسخ وإنشاء مقتطفات وملخصات جديدة من المقالة، وتعديل المقالة ومراجعتها، واستخدام المقالة تجاريًا (بما في ذلك إعادة استخدام و/أو إعادة بيع المقالة من قبل الكيانات التجارية)، بشرط أن يمنح المستخدم الاعتماد المناسب (مع رابط للنشر الرسمي من خلال DOI ذي الصلة)، رابطًا للترخيص، ويشير إلى ما إذا كانت التغييرات قد تم إجراؤها ولا يتم تمثيل المرخص على أنه يؤيد استخدام العمل.