رثاء الذات في الشعر الأندلسي قراءة في دلالة النص الشعري

المؤلفون

  • خالد لفتة باقر

DOI:

https://doi.org/10.36318/jall/2012/v1.i13.6862

الملخص

الرثاء مفردة تقترن بها مفردات مرادفة لها كالتأبين(1) والندب(2) والنعي(3)، وهو بكاء الميّت وتعداد محاسنه وأن يُنظم في ذلك شعرٌ(4)، فهو غرض شعريّ عريق؛ لارتباطه بقضية الموت والفناء، فليس ثمَّة أُمَّة من الأمم إلاَّّ وعرفت هذا المعنى وصيَّرته تجارب وجدانية على مرّ العصور .
وغنيٌّ عن البيان أنَّ من يستقرئ تاريخ هذا الفنّ، يجد أنَّه من بين الأغراض الأساسيَّة التي حفل بها الشعراء على مرّ العصور .
فالرثاء صفة مجموعة من مشاعر خاصة تمتاز بالحزن واللوعة والبكاء، تخلقها العلاقات الفرديَّة والاجتماعية العامَّة، من الأغراض الشعرية الذاتية(5).
والرثاء الذي يدور في معانٍ ثلاثة: الندب، التأبين، والعزاء، وأولى هذه المعاني أو التجارب هي تجربة النَّوح والندب بالعبارات المشجية وهذا عماد ما تقوم عليه المآتم والفجائع ساعة حدوثها، أما التأبين فيتمثل بتذكر الفاجعة والتنويه بمحاسن الموتى ومناقبهم .
وثالثة التجارب العزاء الذي يقوم على تأمُّل الخطب الفادح، وما تؤول إليه قضيَّة الموت والفناء، وهذه المرحلة من الرثاء تتطلب حضور العقل الذي يفلسف الموت، وتوافر عناصر الفنِّ التي تمنح الشاعر الفنَّان قدرة على حمل المتلقي على التسلِّي والتصبّر لما يؤول إليه مصير الإنسان، إذ إنَّ الموت لا ينجو منه ناجٍ .
والرثاء بهذا المعنى واسع يُقال في أمرين متلازمين، رثاء الإنسان، ورثاء غير الإنسان، وفي ظل هذين الأمرين اتّجاهات كثيرة تحدِّدها طبيعة الفاجعة أو الخطب الفادح الذي حلَّ بالإنسان أو بما يرتبط به من حيوان ومظاهر حضاريّة حسّية أو فقدان النِعم ومظاهر العظمة وما إليها .
ولعلَّ من الاتجاهات اللافتة للنظر في هذا الغرض الشعـري، أن يرثي الشاعر نفسه ,ويبكي مصيره المحتوم مستشعراً الهول، ودنوَّ الأجل، وقد رصدنا شيوع هذه الظاهرة الأدبيّة عند الأندلسيين ولاسيَّما بعد سقوط الخلافة الأموية في مطلع القرن الخامس الهجري وحلول الفوضى والفتن المبيرة محل القوَّة والاستقرار، فكان النّزوع إلى استشعار الهول والتفكير بالمصير الإنساني لدى الأندلسيين قد استغرق قرائح بعض الشعراء ذوي الملكات الفنِّية العالية، فنفثوا على ألسنتهم سحراً يصوّر شعورهم بدنوِّ الأجل وأُفول الحياة .
بيد أنَّ هذا الاتّجاه الشعري الذاتي الذي برز عند الأندلسيين في الفترة المذكورة آنفاً، له جذور في أدبنا العربي لا يمكننا إغفالُها .
فقد اطَّلعنا على نماذج شعرية رثا الشُّعراء بها أنفسهم معبِّرين عن إحساسهم العميق بالخوف من المجهول والقَدرية، مُظهرين في أشعارهم أسىً موجعاً لحرمانهم من الحياة وفنائها.

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2012-01-08

كيفية الاقتباس

باقر خالد لفتة. "رثاء الذات في الشعر الأندلسي قراءة في دلالة النص الشعري". مجلة اللغة العربية وآدابها, م 1, عدد 13, يناير، 2012, ص 79-133, doi:10.36318/jall/2012/v1.i13.6862.