الإبداع في نهج الشاعر محمد مهدي الجواهري

المؤلفون

  • محمد عبد علي القزاز

DOI:

https://doi.org/10.36318/jall/2013/v1.i16.6891

الملخص

تقف أفكاري حائرة ويقف قلمي عاجزاً للكتابة عن هذا الشاعر العظيم أبن العراق الحقيقي أبن دجلة والفرات‘أبن مدينة النجف الأشرف هذه المدينة المدينة التي أكرمها الله بوجود ضريح أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب()، مدينة العلم والعلماء،أنه الشاعر الكبير محمد مهدي ألجواهري.             
في الحقيقة أن شموخ و سمو عظمة روحه العلمية جعلني أقف حائراً في اختيار الجانب الخاص بشعره أو بحياته ولكنني وجدت أن الأفضل لنا أن ندرس كافة الجوانب الخاصة والعامة المضيئة من حياة هذا الشاعر العظيم الذي استطيع تشبيهه بأمير شعراء روسيا "الكسندر سيركييفج  بوشكن "، ولنا الشرف في ذلك . كم أثلج صدري وجعلني أفتخر بعراقيتي وبعروبتي وأعطاني فخراً وعزةً وكرامة ًأكثر من ذي قبل , ذلك الحدثُ الكبير الذي حدث في جامعتنا الروسية قبل سنة ونصف بالضبط  ، جامعتنا الروسية التي تحتل المرتبة الثالثة بين الجامعات الروسية حينما افتتحت جامعتنا قاعة علمية وثقافية خاصة بأسم شاعر العراق الكبير "محمد مهدي ألجواهري" ، حيثُ تحتوي القاعة على تمثال الشاعر الكبير ،وحضر الاحتفال أركان السفارة العراقية والملحق العراقي في روسيا ورئيس الجامعة وجمهور غفير من الروس والجالية العراقية وأن يعكس ذلك فإنما يعكس مدى قوة وجود أدب وشعر شاعرنا المترجم هناك إلى اللغة الروسية وأدب بقية الشعراء العراقيين أمثال الشاعر الكبير بدر شاكر السياب وغيرهم ، فالله الحمد في كل ذلك الذي جعل شعرنا وشعرائنا في عيون الغرب .                          
قيل عنه الكثير بدءاً من نابغة الشعر العربي، ومروراً بشاعر العرب الأكبر، وأمير الشعراء بعد شوقي، ووارث الشعر العربي ومتنبي العصر وربّ الشعر، وانتهاءاً بألقاب وأوسمة أدبية قلما حصل ويحصل لشاعر عربي.                                  
ولد عام (1899م) في مدينة النجف الأشرف العراقية، ذلك المركز الديني والأدبي البارز.  ينحدّر من أسرة عريقة في علوم الفقه والأدب والشعر عرفت بأسرة ألجواهري نسبة لكتاب جليل اسمه (جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام) للمحقق "الحلّي" ألفه الشيخ "محمد حسن" أحد أعلام الفقه في عصره والمرجع الديني البارز للطائفة الشيعية في زمانه، وطار صيت الكتاب حتى عرف به مؤلفه "صاحب الجواهر" ومنها جاء اسم العائلة "آل ألجواهري".  وعلى ذكر الأسرة قال فقد ارتبط اسم أسرتنا بجدنا الفقيه الكبير، الشيخ محمد الحسن، النجفي المولد هو وسبعة من آبائه، والمسمى باسم موسوعته الفقهية "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام"(1) .                                                    
قرأ القرآن وهو في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة والنحو والصرف والبلاغة والفقه. وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان أبو الطيب المتنبي . نظم الشعر في سن مبكرة‏ وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ،‏ كان في أول حياته يرتدي لباس رجال الدين .  
الشاعر العراقي محمد مهدي ألجواهري, آخر الشعراء الكبار في إبداع القصيدة العمودية وقد لُقِبَ بشاعر العرب الأكبر, وقد توفي الشاعر ألجواهري بعد أن بلغ سِنُهُ أكثر من ثمانين عاماً. ولد ألجواهري في العراق, ودفن في دمشق, وعاش متنقلاً بين عدة دول منها الأردن ومصر والمغرب وروسيا ويوغسلافيا .
طلع ألجواهري على القرن العشرين من بيت أسواره الدين والمذهب وأعمدته العلم والثقافة والأدب، ومن مدينة بيئتها الدين وظواهرها التحفظ والالتزام، ومحيطها بحار من كتب الاستدلال والجدل، والفلسفة والأحكام، ورجالها علماء، فقهاء، مراجع التقليد، وشعراء و أدباء، ومن بلد تتكالب عليه القوى الاستعمارية. فهذه الشخصية ملازمة طبعاً لكل أحداث القرن، ولعل الذي أطلق على القرن العشرين بقرن ألجواهري لم يكن مبتعداً عن الحقيقة. فهو كان عرافا و أمة العرب في قرن. هذا الرجل الشاعر، الثائر، العاشق، الجوال، دخل التاريخ من بابه العريض في بدايات هذا القرن وامتد به العمر الى نهاياته، لكأن الأقدار أرادته أن يكون شاهد عصره المتفرد، يكشف الزمن بشخصه بعد أن صال وجال، وعشق، وكابد وناضل، ونفى وتشرد، عاقر الخمرة، غازل النساء وجاب البلاد وبين كل هذه الحدود كان الشعر هو الأساس (2) .

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2013-01-15

كيفية الاقتباس

القزاز محمد عبد علي. "الإبداع في نهج الشاعر محمد مهدي الجواهري". مجلة اللغة العربية وآدابها, م 1, عدد 16, يناير، 2013, ص 307-54, doi:10.36318/jall/2013/v1.i16.6891.