التوظيف الدلاليّ للسوابق عند الجواهري سابقة الميم إنموذجاَ

المؤلفون

  • سليمة جبار غانم

DOI:

https://doi.org/10.36318/jall/2013/v1.i16.6897

الملخص

يرتكز البحث على التحليل المورفولوجي لشعر الجواهري , اذ يقف عند توظيف السوابق دلالياَمتمثلة بانموذج واحد وهو سابقة الميم التي تعد وحدة صرفية مقيدة ... والبحث لايُعنى بالدرجةالاساس في عرض امثلة الموضوعات التي تاتي فيها سابــقة الميم بقــدر ما يسعى الى بــيان التوظيف الدلالي لهذة السابقة في الكلمات المتمثلة بها مقارنةَ ـ وبقدرما ـ مع نظائرها المجردةمنها , ومن ذلك مثلاَ مفردات ذات جذر واحد (الصوامت : ق و ل) تاتي منها :مـَقــول (اسم مفعول) و(مقال) حدث (مصدر ميمي) و(مِقوَل ) صيغة مبالغة أي الرجل كثير القول كما تاتي بمعنى اللسان ، ومن ذلك ايضاً الصوامت (ق ب ر)تاتي منها (مقابر) جمع مقبرة تتصدها الميم وفيها مبالغة عددية وكثرة لانجدها في (قبور) المجرد من الميم وفي ذلك كلة نجد الكلمة عــندالجواهري لها في ذهنه وروحه مكان خاص وطلسم خاص ، فهناك فرق دلالي ّ بين اسم الفاعل من الاصل المجرد مثلاَقائم وبين اسم الفاعل من الاصل ذاته ولكنه مزيد كما في مُقيم),وكذاالامر بين اسمي الفاعل والمفعول( المخيف والمُخاف) وغير ذلك من الامثلة التي وقف عندها البحث محاولاَ تلمس الفروق الدلالية لكلمات تصدرتها سابقة الميم واخرى تجردت منها تتميز الصيغة العربية بنوعين من التحول هما التحول الداخلي الذي يكون عن طريق اضافة المصوتات أي الحركات القصيرة او الطويلة على الصوامت او الاصول الثابتة وهي ساكنة لتكون صيغاَ مختلفة للكلمات ,فاالكلمات تُشتق عن طريق اضافة المصوتات القصيرة او الطويلة الى الصوامت . اما النوع الثاني فهو التحول الخارجي الذي يتكون عن طريق اضافة بعض الزوائد سوابق او احشاء او لواحق الى الحروف الاصول (الصوامت) (1) .

وهذا بحث في التوظيف الدلالي لسابقة الميم عند الجواهري الذي شغل الناس بمستويات مختلفة الاعجاب بشعره وادبه ودراسة تراثه الشعري فنيا ونقديا ولغويا وغير ذلك , ففي شعره ادب عال ومادة ممتعة لذا حظي باعجاب االكثير ((واكبرالظن انهم يلتقون جميعا في اعجابهم بطريقته في صوغ هذا الادب وفي اعجابهم بالكلمة عند الجواهري )) (2) .
ان الجواهري شاعر العرب الاكبر لم يكن اختياره لكلماته استجابة لوزن فقط  لان الاستجابة للوزن بدون الوعي لدلالة المفردة وأختيارها سيعطينا شعرا موزونا مستقيما مفرادته تفارقها روحها لان روح المفردة ودلالتها في الشعر تتقدم على الوزن , لذا نجد شاعرنا الكبير قد وفق بل ابدع في ايصال المعاني التي قصدها .

فاالجواهري((اجهد نفسه واتعبها في التمرس بالكلمة المفردة ... ولها في ذهنه وروحه مكان خاص وطلسم خاص يقف منه موقف الانفعال والاعجاب , فهو يعرف الكلمه وتعرفه , وينطلق بها فيصبح منها عنصرا مخالطا...كالدم المطابق منقولا الى الدم وكلقاح الشجرة محمولا الى شجرة اخرى )) (3)
وتعد الكلمة واثرها في السياق المحور الاساس في بيان العلاقات الدلالية ,ولما كانت الكلمات مختلفة ومتنوعة في صياغاتها واوزانها فان ذلك ينعكس على دلالاتها فالركوب غير المركب دلالة ووزنا ولسابقة الميم اثر في ذلك ويرتكز البحث على التحليل المورفولوجي لشعر الجواهري ,اذ لايخفى التنوع والاختلاف في المباني الصرفية الذي يلقي بظلاله على معانيها الوظيفية , وهذا ما يسمى في الدرس اللغوي الحديث ب(المورفولوجي ) ومن المصطلحات البارزة مصطلح (الوحدة الصرفية ) او( المورفيم ) وتعريفها ((اصغر وحدة لغوية تحمل معنى او وظيفة نحوية ))(4) وتقسم على قسمين :
1- الوحدة الصرفية الحرة (المورفيم الحر ) الذي يمكن استعماله بحرية كوحدة مستقلة في اللغة مثل كتاب ورجل وامراة وشجرة .
2- الوحدة الصرفية المقيدة (المورفيم المقيد ) الذي لايمكن استعمالها منفردة ومن امثلتها في العربية لاحقة الجمع والتانيث الالف والتاء مثل مؤمنات ,ولاحقة الجمع والتذكير الواووالنون او الياء والنون مثل المؤمنون والمؤمنين ,ولاحقة التانيث التاء المربوطة مثل المؤمنة ,ولاحقة التثنية الالف والنون او الياء والنون مثل المؤمنان والمؤمنين (5).ولما كانت الوحدة الصرفية المقيدة بهذا الوصف , فان السوابق واللواحق والاحشاء في العربية تعد نوعا منها التي تدخل في الاشتقاق وتسمى ب(المورفيمات الاشتقاقية)كحروف الزيادة في الافعال والمشتقات تميزا لها عن(المورفيمات النحوية ) للكلمة (6).وتعد الميم من اهم السوابق في العربية ,كما انها من اقدم الادوات في صرف اللغات السامية (7)وقد تعددت المعاني الصرفية للميم اذ نجدها في اسمي الزمان والمكان , واسم الالة, واسم المفعول وغير ذلك . وقد بحث الدكتور تمام حسان في اقسام الاسم وهي عنده خمسة(8).
وقد عد ((الميميات))قسما من تلك الاقسام ,فالميميات هي : ((مجموعة من الاسماء ذات الصيغ المشتقة المبدوءة بالميم الزائدة وهي اسم الزمان واسم المكان واسم الالة , ويمكن ان نطلق على هذة المجموعة اسماء يشملها هو قسم (الميميات) وليس منها المصدر الميمي على رغم ابتدائه بالميم الزائدة لانه ان اقترب من هذة الثلاثة صيغة , فانه يتفق مع المصدر من جهة دلالته على ما يدل علية المصدر فاذا نظرنا الية في ضوء تعدد ابنية المصادر , لم نجد صعوبة تحول دون عده واحدا من هذه الابنية , لا واحد من الميميات )(9).
يقوم البحث ويرتكز على الميم بوصفها سابقة في الاسماء والصفات والمصادر والجموع , فاية كلمة سبقت بميم زائدة تبحث دلالتها , ولا نقف عند  ما  وصفه الدكتور تمام حسان ب(الميميات) التي هي عنده ثلاثة اسماء فقط اسم الزمان واسم المكان واسم الالة .

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2013-01-15

كيفية الاقتباس

غانم سليمة جبار. "التوظيف الدلاليّ للسوابق عند الجواهري سابقة الميم إنموذجاَ". مجلة اللغة العربية وآدابها, م 1, عدد 16, يناير، 2013, ص 159-84, doi:10.36318/jall/2013/v1.i16.6897.