المقدمة الطللية لدى النابغة الذبياني رؤية في البناء القصصي

المؤلفون

  • ستار جبار رزيج

DOI:

https://doi.org/10.36318/jall/2012/v1.i15.6909

الملخص

أياً كان الاختلاف قائماً حول السقف الزمني لبدايات الفن الشعري الجاهلي ، فما يبدو جلياً أنَّ النصوص الشعرية الجاهلية الناضجة تمنح الناقد فرصة القول بأنّ ثمة مراحل طويلة طواها ذلك الفن تكاملاً ونمواً حتى ارتقى قمة الأداء التي ظهر عليها عبر قدرته الموضوعية على التماس المباشر مع الذات والمجتمع هموماً، وطموحات، وسعته الفنية التي أتاحت له التأثير والتواصل عبر القرون ، وعلى أي حال ، فالشعر الجاهلي وصل إلينا متكاملاً في بناء فني واضح المعالم ارتفعت منزلته لدى الشعراء ليكون نهجاً قائماً ينبغي النسج على منواله فلم يتيسر لشاعر أن يخرج عن إطاره أو أن يؤسس له طريقاً فنياً مختلفاً ، وإذا كانت المسحة الغنائية قد ألقت بظلالها على النص الجاهلي لصلته الوثيقة بذات الشاعر القلقة المتأرجحة بين أزمة الواقع النفسي الذي يعيشه ، ووعيه الخاص بمسار تلك الأزمة ، فمما لا يمكن التغافل عنه أن في كثير من النصوص الجاهلية تمازجاً واضحاً وناضجاً بين المعالم الغنائية الطاغية واللمسات القصصية التي تجعل من الممكن القول بحضور النفس السردي على جانب كبير من تلك النصوص ، والمتأمل في أمثال الأخيرة يرى بعين الحقيقة أن السرد ليس توجهاً فنياً طارئاً على النص ، ولا لمحة خيال شعري لم يؤسس لها أدبياً ، وإنما هي وعي تطبيقي كامل بأهمية القصة أو البناء القصصي في التكوين الفني للنص الشعري الجاهلي ، وعلاقة ذلك بمضامين النص من جهة, والتلاحم الفني لأجزائه من جهة أخرى ، وأياً كان حال الاختلاف بين النقاد حول مستوى كمال البنية السردية للنص الشعري الجاهلي ، فمما لا سبيل إلى نكرانه القول بأن تلك البنية تبقى مؤشراً واضحاً على عمق الوعي النقدي الذاتي للشاعر الجاهلي ، وقدرته على الانتقال بالنص من فضاء واسع من التقنيات الفنية المتعددة .. وبعد فقد تناولت في هذا البحث الجانب القصصي في شعر النابغة الذبياني عموماً ومقدمته الطللية خصوصاً ، بوصفه من النماذج الأدبية التي تتسم بالنضج والرقي،إذ يرى كثير من الدارسين أن الغنائية هي السمة البارزة التي تطغى على الشعر الجاهلي لأنها الضرورة القصوى التي ينطلق منها الشاعر مدحاً وهجاءً وفخراً ورثاءً .
وبناءً على ما تقدم يأتي هذا البحث لوضع صيغة متبلورة لأبعاد الصورة النهائية التي وصل إليها الشعر الجاهلي ، بتوظيفه للبناء القصصي، وقد اقتضى مسار البحث أن ينقسم على مقدمة وتمهيد ومبحث أساس ، ثم خاتمة. تناولت في التمهيد معالم البناء القصصي في الشعر الجاهلي عموماً وآراء الباحثين في حقيقة هذه الظاهرة الهامة مع التركيز على شاعرين بارزين هما عمرو بن كلثوم ، والحطيئة. أما المبحث الأساس ،فتناول فيه المقدمة الطللية لدى النابغة الذبياني للوقوف أمام البناء القصصي عنده، وكانت الخاتمة إيجازاً بالنتائج .
 وأياً كانت الصورة التي ينقلها البحث عن القضية المطروحة، فما يمكن الإشارة إليه كمعلم أساسي أنها تشبه الخطوة الصحيحة المرتجلة نحو بناء تصور متماسك عن الشعر الجاهلي وظواهره الموضوعية، والفنية عبر اعتماد المقولات النقدية النظرية وتطبيقها على التراث الشعري الجاهلي، وهي المهمة التي أنجزتها كثير من الدراسات، وان بقي كثير من تفاصيلها قابلاً للدرس من جديد .

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2012-01-12

كيفية الاقتباس

رزيج ستار جبار. "المقدمة الطللية لدى النابغة الذبياني رؤية في البناء القصصي". مجلة اللغة العربية وآدابها, م 1, عدد 15, يناير، 2012, ص 15-48, doi:10.36318/jall/2012/v1.i15.6909.