أثر الزمن النفسي في تكوين الصورة الحسية مقطع شعري من قصيدة (يادجلة الخير ) للجواهري انموذجاُ

المؤلفون

  • صباح عباس عنوز

DOI:

https://doi.org/10.36318/jall/2011/v1.i11.6731

الملخص

لا يحفى على باحث متخصص بأن علاقة مهمة تربط لفظ الكلمة ببناء السياق ومن ثم الاسهام في توجيه دلالة المعنى المنطلق من نفسية الشاعر بناءً على باعث معين, فينتج اداء صوتي له علاقة وثيقة بالمعنى اذ (تؤدي شدة التأثير بالباعث الصوتي الى  توليد الكلمات والاصوات الى مايكاد يكون اعتقاداً غامضاً في وجود مطابقة خفية بين الصوت والمعنى ), وللفظ قدرة كبيرة في اظهار ايحاء المعنى النفسي لان ( جمال الكلمات وقبحها  ينشأ عن جرسهااومعناها )(2), ولما كانت (رغبة المبدع تجعله يلتحم مع تجربته الكاملة في الحياة , شوقاً في اقتحام الغامض)(3) وتوضيحه باساليب يرتضيها هو في تبيان ذلك الامر لدى السامع,  فالفنان المبدع قادر على كشف خفايا اللاشعور وهو القادر على اظهار العلاقة بين الواقع والخيال بصورة فنية معبرة عبر قدرته الفائقة في النصوص الى مكونات الشيء, وفي الوقت نفسه هناك علاقة بين ماينتجه المبدع والزمن , اذ ان المبدعين يغوصون في اطواء الماضي بسرعة فائقة فتقلب  الاشعورالجمعي لتخرج منه بنموذج ابداعي (4), ولانريد ان نذهب في التنظير بعيداً . ولكن مانريد اثباته
ان ثمة علاقة بين الزمن والتصوير الفني لدى الشاعر, لانه في ( الشعر يتم تقسيم كل تشابه في الصوت على اساس علاقته وجوداً اوعدماً بالتشابه في المعنى(5) فيصبح الصوت حينئذ صدى للمعنى (6) . فاللغة القوية المعبرة هي ماتألف فيها الجرس الموسيقي مع الدلالة وافضيا الى صورة معبرة مكتنزة بالدلالة وقصدية التعبير , فاذا كانت (نقطة البداية في العمل الفني تتمثل في توفير شحنة انفعالية عند الفنان)(7), فان الشاعر سيقع تحت ضغط المدى البياني الذي هو سلسلة الصور المتتالية في العمل الابداعي والواقعة تحت سلطات الواحدات الثلاث , وحدة الصراع أي موقف الشاعر من الوجود والوحدة الحيوية , أي مايعبئة من احاسيس ومشاعر للمفردة المنتقاة منه والتي يضمنها فعله الابداعي , ووحدة التلوين الشعوري , أي مايتقافز الى ذهنه من صوروتداعيات في اثناء عمله الابداعي وهنا يأتي المدى البياني مصحوباً بالزمن النفسي شاء المبدع ام أبى, لان المدى البياني هو (عمق البيان واتساعه في بنية النص بما يحمله من دلالات متحققة عبر اساليب البيان المختلفة وايحاء الصورة , ويتمخض المدى البياني عن مستوى دلالي يمتاز بخصائص محددة غير منفصلة من التحليل او الصورة المقصودة) (8), فيهرع الشاعر الى صياغة الواقع صياغة بحسب تصوراته وخضوعه لسلطة الزمن  النفسي, فتصبح الصورة الابداعية الجديدة ( موضوع الحدس الجمالي للفنان , وهي صياغة جديدة للواقع والطبيعة من خلال التفسير المبدع) (9), فيأتي الزمن النفسي اطاراً تحدث داخله كل العمليات الابداعية , وبه تكون الصورة محاولة منظمة لاتباع حاجات المبدع , وعنده يستريح الاحساس , فترى المبدع يقتنص الازمنة من امتدادها الطويل ليضعها داخل اوقات محددة ذلك ما يعلل غوصه الى الازمان الماضية , او الرجوع الى الحاضر , او التطلع الى ازمان مستقبلية ليست بالحسبان فيصحبه التنبؤ , ويرسم لكل ذلك صورة بحسب رؤيته الشعرية وفلسفته الفكرية , لذلك تراه ينتقي كلمات تسهم في انضاج هذه الدلالات في ازمنته المختارة, لذلك سميته بالزمن النفسي , اذ اجمعت المعاجم اللغوية ان الزمن اسم لقليل الوقت وكثيره , والجمع ازمن وازمان وازمنه , وازمن الشيء : طال عليه الزمن , وازمن بالمكان اقام به زمناً (10) , والوقت معنى من معاني الزمن ويرى harther.w   الكلمات المستعمله في اللغة العربية للدلالة على الزمن موجودة في اللغات السامية الاخرى الا كلمة زمان فهي في العربية فقط (11) .

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2011-12-17

كيفية الاقتباس

عنوز صباح عباس. "أثر الزمن النفسي في تكوين الصورة الحسية مقطع شعري من قصيدة (يادجلة الخير ) للجواهري انموذجاُ". مجلة اللغة العربية وآدابها, م 1, عدد 11, ديسمبر، 2011, ص 51-63, doi:10.36318/jall/2011/v1.i11.6731.