المشكلة السكانية ومتطلبات التنمية الاقتصادية في البلدان النامية: رؤى نظرية و جدل قائم

Abstract

مع استمرارية التطور العلمي الذي يشهده العالم في مختلف ميادين الحياة المعاصرة وعلى كافة المستويات، برزت ظواهر سكانية من نوع جديد دفعت الباحثين والعلماء إلى دراستها وتحليلها ومحاولة الكشف عن أسبابها الاقتصادية والاجتماعية و معرفة مخاطرها الآنية و المستقبلية، لذا فان الواقع يشير إلى انه مع بداية هذا الاندفاع، قد نشأت مدارس فكرية حديثة أخذت على عاتقها مهمة تبني وجهات نظـر متباينة و متعددة  في هذا المجال.

 إن من أبرز هذه الظواهر( و التي نحن بصدد دراستها )  هو الزيادة الهائلة في معدلات النمو السكاني والتي يشهدها عالمنا منذ أمد بعيد ولحد الآن، حيث أدت هذه الزيادة إلى مضاعفة أعداد سكان الكرة الأرضية بشكل متزايد سنويا ، مما  أدى إلى فرض ضغوط كبيرة على الموارد الطبيعية وبصورة خاصة بالنسبة للبلدان الأقل نمواً، الأمر الذي تمخض عنه مشكلة أقل ما توصف بـ ( الكارثية ) ، و التي أخذت تشغل حيزا من اهتمام الباحثين و الاقتصاديين سواء على مستوى البلدان المتقدمة، أو على مستوى البلدان النامية، فكلاهما يحاول البحث عن الطرق المؤدية للنجاة من خطر ( المجاعة ) و طوق  ( العوز ) الذي قد يغزو فجأة كل  مناطق  العالم كما حصل بالفعل في مناطق محددة و كما أثبتت  ذلك  الوقائع التاريخية .