نفي الجملة الفعلية

المؤلفون

  • حسن عبد المجيد الشاعر
  • دنيــا محمـد حســن

DOI:

https://doi.org/10.36318/jall/2012/v1.i14.6848

الملخص

النفي أسلوب لغوي ، لنقض ما يتردد في ذهن المخاطب وإنكار، ويؤدى بأدوات تحددها مناسبات القول(1).
ونفي جملة ما يعني نفي الإسناد الحاصل فيها، وإبطاله فإن النفي في الجملة الفعلية يعني نفي إسناد الفعل إلى فاعله(2).
وقد درس النحاة أدوات النفي في أبواب متفرقة على وفق تأثيراتها فيما تدخل عليه فهي إما ان تؤثر في الاسم كنواسخ الجملة الاسمية، أو في الفعل في الجملة الفعلية فتدرس حيث يوجد الفعل الذي تدخل عليه، نحو (لم، ولما) في جزم الفعل المضارع، و(لن) في نصبه(3).
ولقد عاب الأستاذ إبراهيم مصطفى هذا المنهج، فقال إن أدوات النفي ((لو أنها جمعت في باب وقورنت أساليبها، ووزن بينها، وبيّن منها ما ينفي الحال وما ينفي الاستقبال وما ينفي الماضي، وما يخص الفعل، وما يتكرر لأحطنا بأحكام النفي وفقهنا أساليبها، ولَظهر لنا من خصائص العربية ودقتها في الأداء شيء كثير))(4).
ولو عدنا إلى أقدم كتاب في النحو العربي، وهو كتاب سيبويه واطلعنا على قوله: ((إذا قال: فَعَل فان نفيه لم يفعل. وإذا قال قد فعل فان نفيه لمّا يفعل. وإذا قال: لقد فعل فإن نفيه ما فعلَ. لأنه كأنّه قال: والله لقد فعل فقال: والله ما فعل. وإذا قال هو يفعل، أي هو في حال فعل، فإن نفيه ما يفعله. وإذا قال هو يفعل. ولم يكن الفعل واقعاً فنفيه لا يفعل. وإذا قال لفعلنَّ فنفيه لا يفعل، كأنه قال: والله ليفعلنّ فقلت والله لا يفعل. وإذا قال سوف يفعل فإن نفيه لن يفعل))(5).
لوجدناه قد جمع أدوات النفي كلها في هذا القول وهذا عين ما أراده الأستاذ إبراهيم مصطفى.
لكن النحاة الذين خلفوا سيبويه لم يأتوا بما يشابه ما فعله شيخهم بل ضادوه، فهم درسوا أدوات النفي ضمن ما يقتضيه عملها(6).
ولقد استقطب البحث هنا أدوات النفي التي جاء بها الإمام وصنفها بحسب المعاني الزمنية التي تؤديها، فالأداة لا بد من أن تربط الحدث بالزمن ماضيه، وحاضره، ومستقبله في حالي الإثبات والنفي، لأن الصيغ المنعزلة في العربية لا تلبي حاجة المتكلم في التعبير عن الزمن ولا سيما في النفي، لأنه أحوج الصيغة الزمنية إلى الإثبات(7)، إذ يقول ابن الحاجب(ت 646 هـ): (( إذا قيّدت نفي الشيء بزمان وجب أن يعم النفي جميع ذلك الزمان، بخلاف الإثبات فإنك إذا قيدت إثبات الشيء بزمان، لم يستغرق الإثبات لذلك الزمان، إذا قلت مثلا(ضرب زيد)، كفى صدق هذا القول وقوع الضرب في جزء من أجزاء الزمن الماضي أما قولك ما ضرب فإنه يفيد استغراق نفي الضرب بجميع أجزاء الزمن الماضي. وذلك لأنّهم أرادوا أن يكون النفي كالإثبات مقيدا بوقوعه، فاكتفي في الإثبات بوقوعه مطلقا ولو مرة، وقصدوا في النفي الاستغراق إذ استمرار الفصل أصعب وأقل من استمرار الترك))(8).
لذا أخلصوا أدوات النفي إلى ما ينفي الماضي، والحاضر، والمستقبل، والزمن المطلق.
وسوف يدرس البحث هذه الأدوات بصفتها نافية للجملة الفعلية، وهذه الأدوات سوف تكون بحسب استعمال الإمام:
أولا: الأدوات التي تنفي الحال، وهي (ما، ولا، وليس) .
ثانيا : الأدوات التي تنفي الماضي، وهي (لم، ولما) .
ثالثا: الأدوات التي تنفي المستقبل، وهي ( لن )(9).
وستدرس موزعة بين الجملتين الفعلية والاسمية بحسبان ما يختص منها بهذه الأداة أو تلك في موضعه المقرر في فصول الرسالة.
والجملة الفعلية تقبل النفي في الفعلين الماضي، والمضارع(10).

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2012-01-08

كيفية الاقتباس

الشاعر حسن عبد المجيد, و حســن دنيــا محمـد. "نفي الجملة الفعلية". مجلة اللغة العربية وآدابها, م 1, عدد 14, يناير، 2012, ص 293-2, doi:10.36318/jall/2012/v1.i14.6848.