أسفار السياب الروح الديني وهاجس الشك
DOI:
https://doi.org/10.36317/kaj/2016/v1.i29.6089Keywords:
أسفار السياب الروح الديني وهاجس الشكAbstract
هذه بعض المفارقات النقدية التي وجدتها في قصائد الأسفار ، خلاصتها إنِّ الشاعر يعود بعد غياب إلى الله سبحانه شاكياً مطيعاً يتوسل الرحمة بالخلاص ، ويسأل عن كل ما جدَّ في حياته السابقة واللاحقة ، ويرى أنَّه لم يُمنح فرصة في هذه الحياة ، وأنَّه خسر كل شيء ، فيعود مستأنساً بالله عارفاً بقدرته ، جاعلاً كل ما يفيض عنه عطاء لا يجب الاعتراض عليه ، غير أنَّه لجأ في ذلك إلى السفر العبراني لا إلى النص القرآني ، إذ وجدتُ في ذلك دليلاً على تساؤل خفي للشاعر تجاه الله سبحانه وتعالى ، فالسياب في كل أشعاره كان قد استلهم الأساطير والرموز الوجودية ، في حين لم يحتفِ شعره كثيراً بنواميس الوجود بوصفها فيضاً إلهياً محضاً ، وليس ذاك بالخلل في يقين الشاعر الفطري، إنما هو تجافي غير مجد اختبره الشاعر في حياته التي أنهاها متذبذباً بين الانقياد والتسليم ، وبين الإنكار والاعتراض بخاصة عندما يرى مظاهر العوز ، والجوع والفقر في وجوه البؤساء من البشر .
في هذه القصائد المسماة بالأسفار على الرغم من التسليم البادي فيها ، يستأنس القارئ بهذا الحوار الدرامي بين العبد وربه ، بهذا الوجد الذي يشبه الوجد الصوفي ، إذ يبدو الشاعر في أوج ارتباطه بالله ، وببساطة تامة جداً يحاوره حوار المستسلم للقضاء والقدر ، غير أنَّه يحاول أن يلمس لهذا القضاء ، والقدر معنى بعد أن وجده فاشياً في البشر بالمرض والموت ، هذا الحوار هو التسليم بعد المعرفة ، والنكوص بعد الإفراط في الإعراض .
من جهة ثانية فإنِّ إطلاق تسمية الأسفار على أكثر من قصيدة له ما يسوغه على مستوى الموضوع، وعلى مستوى الفن ، فالسياب كان قد أفاد كثيراً من خزينه الثقافي في شعره ، ففضلاً عن صوره الرائعة ، ومعانية البكر ، وموسيقاه البديعة المبتكرة كان قد رصد في قراءاته معاني لشعره وظفها بشكل ملفت للنظر ، وفي الأسفار يتجلى هذا الدمج الفكري والعاطفي ، والثقافي بين مكونات وعي الشاعر لينتج لنا نصاً شعرياً فيه كثير من الكلام النقدي المثمرDownloads
Downloads
Published
How to Cite
Issue
Section
License
Copyright (c) 2016 بشير عبد زيد
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.