النقد القرآني للانحراف العقلي والعقدي
DOI:
https://doi.org/10.36327/ewjh.vi21.8875Abstract
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
اما بعد.. يتساءل القارئ عن أهمية هذا البحث في دراسة الأفكار والعقائد عند الأفراد، وللإجابة نقول: إن تغيير الأفكار والاعتقاد والآراء يؤول الى تغيير السلوك بالحتمية اللازمة بناءً على قوله تعالى: P إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْO([i])
إذ تُعد الأفكار والعقيدة بداية لتغيير مسار سلوك الإنسان، فالشخص الذي لديه اتجاهات إيجابية صحيحة وتتم تربيته على الصواب فإننا نعتقد أنه سيسلك الطريق الصحيح إذا ما توفرت له الظروف المناسبة لهذه المواقف, وبالمقابل فإن الشخص الذي يحمل أفكاراً وعقائد سلبية عن الآخرين، وجرى التغرير به فانه سيسلك اتجاهات عدائية اتجاههم، ما يؤول الى ان يصدر منه سلوكاً مؤذياً نحوهم.
فالتفكير المنحرف هو تفكير يتميز بالشر والمكيدة ويقوم على إثارة الأكاذيب والمكر والوقيعة بين الناس. وغالباً ما يسعى إلى إثارة الجدل والفتن بما يحويه ويطرحه من مسائل خلافية جدلية لم يستقر عليها كل الآراء ولم تتفق عليها كل الاتجاهات، فتتسع دائرة الخلاف وتضيق دائرة الاتفاق بين الأفراد والجماعات، وينعكس كل ذلك على استقرار المجتمع وأمنه. ومن مخاطر الانحراف الفكري على الأمن العقائدي بشكل خاص، التجرؤ على أحكام الدين بإصدار فتاوى التكفير والتبديع والتحليل والتحريم، والخوض - جهلاً - في مسائل العهد والأمان والذمة وأحكام الجهاد والحرب والسلم من دون معرفة كافية لمراتب الأحكام أو مراتب الناس، فيظهر تعسيف النصوص والاجتهادات المخالفة لواقع الشريعة الصحيح.
كما يؤمن أصحاب الفكر المنحرف بامتلاكهم الحقيقة المطلقة وتعذر تعايشهم مع الآخرين، وتضيق صدورهم بالرأي المخالف إلى الحد الذي قد يدعوهم إلى استبعاد صاحبه وتصفيته جسدياً وفكرياً. وفي مواجهة ذلك يقف الفكر الديني المتسامح المتسم بالوسطية والذي لا يجد أصحابه تعارضاً بين يقين ديني يؤمنون به أو يدعون إليه، وبين الآخرين في اعتناق ما يرونه من عقائد دينية يؤمنون بها ويدعون إليها.
فكان مما تقدم أسباب اختيار موضوع البحث وأهميته، وبما ان للقرآن الكريم قصب السبق في نصوصه المشخصة لهذه الانحرافات (العقلية والعقدية)، وغايته منها بيان الصالح من غيره، وهذا أصل النقد القرآني، قال تعالى: ﴿وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ﴾([ii])، فكانت انتقادات جذرية دار عليها البحث في نصوصه، والذي عنونته بـ(النقد([iii]) القرآني للانحراف العقلي والعقدي)، وكان على مطلبين الأول النقد القرآني للانحراف العقلي، واما في المطلب الثاني فهو النقد القرآني للانحراف العقدي، ثم خاتمة وقد اودعت فيها أهم النتائج ومن الله التوفيق.
([i]) سورة الرعد، الآية 11.
([ii]) سورة الجن، الآية 11.
([iii]) للنقد جملة تعريفات في الاصطلاح وما ينسجم وفرضية البحث هو: دراسة الأعمال – القولية والفعلية - وتحليلها وموازنتها بغيرها مما اراده الله من تشريع ثم الحكم عليها لبيان قيمتها على وفق مضمون نصوص القرآن الكريم. ظ: د. احسان الأمين، منهج النقد في التفسير، ص15.
Downloads
Downloads
Published
How to Cite
Issue
Section
License
Copyright (c) 2018 محمد كاظم الفتلاوي
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.
which allows users to copy, create extracts, abstracts, and new works from the Article, alter and revise the Article, and make commercial use of the Article (including reuse and/or resale of the Article by commercial entities), provided the user gives appropriate credit (with a link to the formal publication through the relevant DOI), provides a link to the license, indicates if changes were made and the licensor is not represented as endorsing the use made of the work.