جماليات الخط الكوفي في الخزف الإسلامي

Abstract

يعد الخزف من الفنون التطبيقية القديمة التي دخلت ضمن احتياجات الانسان اليومية حيث بدأ اول ما بدأ بصناعة الصحون والاواني من اجل تهيئة مستلزمات عيشة من الطعام و الشراب ثم ما انفك يزينها لتبدو اكثر بهاء واجمل  صورة، وفي العصور الاسلامية عمد الفنان الى جعل الخط العربي ضمن العناصر الزخرفية – المتمثلة بالأشكال الهندسية والنباتية والاشكال الزخرفية المجردة الاخرى – في فن الخزف او وسيلة للتعبير الجمالي (م1،ص 308) وفق بنية تركيبية جديدة عُدت حلولاً ابتكارية للخروج من مازق التقاطع مع الشريعة الاسلامية المقدسة ، حيث نفذ الفنان المسلم اعماله الفنية وفق رؤية ذهنية تتخذ من التجريد المرتكز الاساس له ، انطلاقا من الرؤية  التوحيدية لهذه العقيدة ، فالله تعالى هو المجرد وهو الخالق المنزه عن صفات المخلوقين ، مما حدى بالفنان الى الابتعاد عن كل ما هو مادي ومحسوس ، وراح يستعير مفردات عمله الفني من العالم المجرد للابتعاد عن كل ما يضاهي الله في خلقه ،وبامتثاله للخطاب الديني اكتسب الفنان المسلم فنه سمة التجريد التي تنسجم ومعتقده الروحي ، فكانت نتاجاته الخزفية في تكويناتها ملآى بالخطوط والاشكال الهندسية والنقوش الكتابية ، ايماناً منه ان ذلك يحقق له امرين  مهمين اولهما سلامه موقفه من دينه الحنيف ،وثانيها ارتقاء مستوى تذوقه الفني جراء إحساسه بقدسية الحرف العربي وجماليته عبر ما يتصف به من تسام وامتداد روحي ورشاقة وتناسق .

من هذه المنطلقات عمد الفنان المسلم الى توظيف الكتابة العربية على الاواني والصحون الخزفية ساعياً الى تنويعها لتشمل الخط الكوفي وخط الثلث وخط النسخ .... وما الى ذلك ، واذ تؤكد الاعمال الفنية للخزافين المسلمين فكرة حضارية مميزه تعد خير دليل على توظيف الخط الكوفي لما فيه من قيم جمالية ، عكست جانباً مشرقاً من المهارات الابداعية التي فرزتها عقلية الفنان المسلم ، وعليه تتحدد مشكلة البحث الحالي في الاجابة على السؤال الأتي :

هل كانت الكتابات الكوفية المنفذة على سطوح الصحون الخزفية الاسلامية لها ابعاد جمالية ؟ وهل مثلت هذه الاعمال خصوصية جمالية ؟