هبة الشباب، لمؤلفه: محمد بن عبد الوهاب الهمداني(1305هـ) ، دراسة وتحقيق.

Abstract

الحَمدُ للهِ ربّ العالمين, والصّلاةُ والسّلامُ على سيّدِ المُرسلين, وآلهِ الطيّبين الطاهرين, وبعد ...

تُعَدّ المخطوطاتُ العربيةُ جزءٌ مِن تُراثِ الأمةِ, ووثيقة وجودِها الحضارِي, فإن ’’وهذا التراثُ الضّخمُ هو الذي آلَ إلينَا مِن أسلافِنا صَانعِي الثقافةِ الاسلاميةِ العربيةِ‘‘⁽¹⁾، تناقلَتْهَا الأجيالُ عِبرَ العصورِ لِتكونَ الأصلَ في بناءِ الحَاضرِ،’’ولا يزالُ الكثيرُ مِنها حبيساً فِي خَزائِنِ المَكتباتِ تنتظرُ اليدَ الحَانيةَ التي تفكُّ أسرَهَا, وتزيلُ عَنها غبارَ الزمنِ‘‘⁽²⁾, فكانَ لِزاماً عَلى أبناءِ هذهِ الأمةِ أن تتجهَ طائفة منهم شطرَ التراثِ العربي يحيون مواتَهُ ويستخرجون كنوزَهُ، لذا جاءَ بحثِي الموسوم (هِبَة الشّبَاب، لمؤلفِهِ محمّد بن عبد الوهاب الهَمَدَانِي (ت:1305هـ), دراسة وتحقيق)، وهو مخطوط تمكّن فيه المؤلف جمع مطالب النحو ومباحث الصرف، وعرضَ فيه أراء أئمة اللغة والنحو والصرف، ذاكرا الخلاف النحوي، مستشهداً بالآيات القرآنية والحديث النبوي وكلام العرب لإثبات ما يراه صحيحاً، وأبدى رأيهُ الذي ارتضاه من غير تعصب أو انحياز لمذهب دون غيره، متخذاً المنهج التعليمي في عرض تلك الآراء، للتيسير على طلاب اللغة العربية ودارسيها، وأرجُو أن يكونَ اضافةً مُثريةً للمكتبةِ العربيةِ، فالمَخطوطُ لم يحقق – على حدّ علمِي – فضلاً عن توافرِ الرغبةِ في المُساهمةِ فِي إحياءِ كتبِ التراثِ اللغوي، ولِكثرةِ مَا جاءَ فِي هَذا الكتابِ مِن شواهدِ وآراءٍ نحويّة وصرفيةٍ, جمعَهَا الشارحُ مِن مصادر مُتنوعةٍ, ولِمَا يتصفُ بهِ الشارحُ مِن الموسوعيةِ فِي فنونِ العلمِ, ولتنوعِ مادةِ الكتابِ العلميةِ, دفعتنِي هذهِ المميزات وغيرها لدراسةِ وتحقيقِ هذا الكتاب الذي اعتمدتُ في تحقيقهِ على نسخة وحيدة, تحتفظ بها مكتبة الامام الحكيم العامة، تسلسل (1004/1)، وسعَيتُ جاهداً للعثورِ على نسخةٍ أخرى تُعززُ هذهِ النسخةَ, فلم أظفر بشيءٍ ذِي بالٍ. وهذه المخطوطة ذكرَ المؤلفُ فيها أنّ الشيخَ البهائِي(ت:1031هـ)⁽³⁾وضعَ رسالةً بعنوانِ (لغز النحو)⁽⁴⁾، جمعَ فيهِ مطالبَ النحو، وخفيَ حلّهُ واستخراجه على الآخرين، وتمكّنَ المؤلفُ من حلّهِ بصورة لغز آخر، جمعَ فيهِ مباحث الصرف، ثمّ شرحَ اللغزين معاً شرحاً مفصلاً في كتابِهِ (هبة الشّباب)، وهو ما أشارَ إليه الطهراني في الذريعة⁽⁵⁾.