التغايُر في العربيَّة الأداة ( غير) أُنموذجاً
DOI:
https://doi.org/10.36327/ewjh.vi10.9142Abstract
على الرِّغم من كون اللغة العربيّة لغة البيان ، والوضوح إلا أنها لغة دقيقة في مبانيها ، ومعانيها ، ومن قبيل تلك الدقِّة أننا في بعض المعاني لا نجدُ للتعبير عنها إلا لفظاً واحداً نصيبُ به المعنى الدقيق ، فهي لغة الجمال ، ولها مقاييسها التي تتفوّق بها على جميع اللغات في العالم .
ومن المعاني التي لا يكاد يُعبّرُ عنها إلا بلفظ واحد هو معنى ( التغايُر ) ، الذي لا يتحقق التعبير عنه إلا بلفظة ( غير )، وقد عُني هذا البحثُ بدراستها على محاور،فكان المحور الأوّل : تعريف التغاير لغةً ، من خلال الرجوع إلى جذره اللغوي ، والمعاني التي تَرِدُ من المجرد ، والمزيد منه . وخُصَّ المحور الثاني ببيان الفرق بين المختلف ، والمتضاد، والمتغاير، أمّا المحور الثالث فقد تناول أقوال العلماء في أوجه استعمال( غير) وما يتبع ذلك من أحكام نُحويّة ، وتضمّن المحور الرابع الكلام على أحوال ( غير ) إذا وقعت بعد ليس ، وعُني المحور الخامس بمسائل تتعلق بحكم ( غير ) إذا دخلت عليها الألف ، واللام ، وإذا أُضيفت ، وحكمها في التصغير، والجمع ثمّ خلص البحثُ إلى نتائج كان منها :
ـ أنّ التغايرُ معنىً من المعاني في العربيّة،وأظهر لفظةٍ يُعبَّر بها عنه هي (غيرٌ ) .
ـ يدلُّ المجرد من ( غير ) على معنيين ، الأوّل : دلالته على صلاحٍ ، وإصلاحٍ ، و منفعةٍ ، والثاني : دلالته على اختلافِ شيئين .
ـ يأتي المزيد منها على نحو ( التغاير) ، و( التغيُر) ، و( التغيير) للدلالة على التحوّل ، والتبدُّل، والاختلاف .
ـ تستعمل ( غير) ( نعتاً ) وهو( الأصل) ، وتأتي اسم استثناء بمعنى( سوى) ، أو ( إلا ) ‘ وتجيء للحال ، وضابطها صحّة وقوع ( لا ) مقامها ، وتكون بمعنى (ليس ) ، وتستعمل بمعنى ( ولكنّ ) .
ـ إذا جاءت ( غير) بعد ( ليس ) مضافةً لفظاً ومعنىً تكون معربة ، ويجوز فيها وجهان : الرفع ، و النصب ، وإن وقعت بعدها مقطوعةًً عن الإضافة بُنيت على الضّمّ ،وأشبهت بذلك الغايات : ( مِن قَبلُ ) و ( مِن بعدُ ) . ولا يجوز قطعها عن الإضافة إذا جاءت بعد ألفاظ النفي عدا ( ليس ) ، حتّى عدّ بعضهم من اللحن أن يُقال : قبضتُ عشرةً لا غيرُ .
ـ تُبنى ( غير) في حالتين ، الأُولى : على الضمّ ، إذا وقعت بعد ( ليس ) مقطوعةً عن الإضافة ، والثانية : على الفتح ، إذا أُضيفت إلى مبني وهي في موضع ( رفع )
ـ من المسائل الأُخرى التي تتعلّق ب(غير) أنّها لا تُصغّر، ولا تتعرّف بالإضافة لشدّة إبهامها ، ولا تدخل عليها الألف واللام، لذلك عُدَّ من اللحن أن يُقال : حقُّ الغير، والغير مسؤول ، وأنها لا تُجمع ـ بحسب رأي سيبويه ـ في حين ذهب بعض اللغويين إلى جمعها على (أغيار) بغض النظر عن معناها .
Downloads
Downloads
Published
How to Cite
Issue
Section
License
Copyright (c) 2016 نضال حسن سلمان
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.
which allows users to copy, create extracts, abstracts, and new works from the Article, alter and revise the Article, and make commercial use of the Article (including reuse and/or resale of the Article by commercial entities), provided the user gives appropriate credit (with a link to the formal publication through the relevant DOI), provides a link to the license, indicates if changes were made and the licensor is not represented as endorsing the use made of the work.