شعر الشيب والشباب في الأصمعيات

Authors

  • ميساء صلاح السلامي

DOI:

https://doi.org/10.36327/ewjh.vi10.9146

Abstract

       

    الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين والوصيين محمد وعلى آله الطيبين المنتجين إلى يوم الدين . وبعد..

 

    فقد عرف الشاعر الجاهلي الزمن بأنه قوة جبارة ،فاعلة تقضي على كل فعل جميل ،بل هو الفعل الأكثر قسوة على الإنسان . هذا الفعل قد اتخذ ـــ عند الشاعر ـــ صورة أكثر مرارة ،تمثل بهيأة الشيب ، الشيب الذي يثير أحزان الشاعر ، ويقضي على كل آماله .

 

   لقد دأب الشاعر على تصوير ما اختلج في نفسه تجاه ما مربه ، فرسم صورة الشيب بأنماط وأشكال احتفظت بخصائص ملحمية ،فيها كثير من الفرح والألم ,الصدق والكذب،إذ شكلت مفردتي الشيب والشباب هاجساً تغلب على نفس الشاعر العربي القديم ، ووقف هذا الشاعر رافعاً سلاحه بوجهه ،مصارعاً إياه ،محاولاً التغلب عليه ، باستذكاره محطات الماضي المفعمة بالفرح والعنفوان ،ومما تقدم ولرغبتي الدائمة في البحث في ثنايا تراثنا العظيم عن شذرات لامعة تزهو وتجمّل من يقرأها ،آثرت دراسة شعر الشيب والشباب ،وقد اخترت ديوان الأصمعيات بوصفها تمثل الشعر القديم بازهى صوره ،محاولة انتزاع بعض من خبايا هذا المأثر العظيم .

    وقد جاءت دراستي لموضوع (الشيب والشباب في شعر الأصمعيات)  في ثلاثة مباحث ،تقدمها التمهيد الذي جاء بعنوان (الأصمعي واختياراته) ،وقد درسته في محورين ، فأما المحور الأول فجاء يلقي الضوء على جانب بسيط من حياة الأصمعي وابرز آثاره ، وأما المحور الآخر فقد ضمن دراسة اختيارات الأصمعي وأسباب الاختيار ،وأبرز ما قيل عن الأصمعيات .

   وتمت دراسة موضوعات الشيب والشباب في المبحث الأول ليبين أهمية هذه الثنائية التي ألحت على مخيلة الشاعر الجاهلي ،فحاول إخراجها ضمن قصائد ومقطوعات ،أرتأى في بعضها بيان التحسر على الماضي ،والتبرم بالمشيب ،وكان ينظر في أخرى على رمز الحياة والعطاء وبعده عنه ،ذلك هو (المرأة) التي استلب الزمن قربة منه ،وأبدله نأياً عنها .

  والمبحث الثاني درست فيه أبرز خصائص لغة الشيب والشباب ،وما فيه من معاني الانتماء الجمعي الذي أثاره ذلك الشيب ، ونظرة الإنسان إلى هذه القوة الهائلة التي تترك آثارها عليه فلا يستطيع إلا ّالاستسلام .

 

 

  والمبحث الثالث جاء في توضيح أبرز خصائص الصورة الفنية لشعر الشيب والشباب ، وقد وقفت فيه عند ابرز خصائص هذه الصورة ،وهو التشبيه الذي أتخذه الشاعر القديم مرتكزا أساساً في توضيح لقطاته الشعرية ،وكذلك الاستعارة والمجاز والكناية .ثم تناولت ابرز ماآل إليه البحث في الخاتمة.

 

 

   وقد آثرت الاعتماد على كتاب اختيارات الأصمعي (الأصمعيات ) ،بتحقيق احمد محمد شاكر وعبد السلام هارون ، واعتمدت أيضاً تحقيق عمر الطباع ،وقد وافقت بينهما فوجدت أنه لا اختلاف بين التحقيقين ،وقد انطلقت من ذلك في تسمية القصائد باسم الأصمعية ،دونما تمييز أي التحقيقين آثرت.

  وبعد فأتمنى أن يكون عملي هذا مفيداً،وأملي أن أكون قد أضفت نقطة ضوء ولو صغيرة جداً إلى هذا الأثر العملاق الذي نال إعجاب كل من قرأه وتأمله .

Downloads

Download data is not yet available.

Downloads

Published

2016-03-07

How to Cite

السلامي م. ص. (2016). شعر الشيب والشباب في الأصمعيات. Journal of the College of Education for Girls for Humanities, (10). https://doi.org/10.36327/ewjh.vi10.9146