الإيمان الديني إشكالية المفهوم.. وأثرها في إطلاق حكم التكفير
Abstract
في ضوء ما تقدم يتضح ان اليمان فيما بعد أصبح مفهوما مركبا ومعقدا, فبعد أن كان الخطاب الق ا رني
يحاكي ابسط العقول بأن )آمنوا( فقد تم تكثيف المفهوم من خلال الضافة والتأويل, ونتيجة الختلاف في
مفهوم اليمان وقع الختلاف في المور التي تنقض اليمان والتي تسبب الكفر, وتم اضافة العمل كمقوم
جوهري لحقيقة اليمان وبالتالي تكثر النواقض وتعدد اسباب الكفر بالشكل الذي اصبح معه التكفير يعتمد
غالبا على وسائل في غاية العتباط لكونه يعتمد على شروط صارمة لتحقق اليمان من جهة وفي
استم ا رره واستق ا رره من جهة أخرى مما فسح المجال امام التكفير على نحو غير منضبط.
ومنه اتضح ان الإيمان خضع لإضافات تأويلية تم صياغتها وفق ق ا رءة خاصة للاتجاه السلفي, من خلال
الحاق الكثير من القضايا الفرعية إلى مجال أصول الإيمان, كما في مسألة بغض الصحابة وجعلها مناطا
للتكفير.
كذلك تم تجاوز حقيقة الكفر المتمثلة بالجحود والنتقال إلى مسائل فرعية ليتم صياغتها على أنها أصول
إيمانية كما في الولء والب ا رء والحب والبغض, التي أصبحت مفاصل أساسية في تحقق الكفر والخرو عن
الدين.
كل ذلك نتج بسبب اشكاليات الق ا رءة لمفهوم الإيمان بسبب تجاوز المعايير الموضوعية وسطحية الق ا رءة
والفهم, وتضخيم المسائل والقضايا التي تتعلق بالإيمان والكفر لتتخذ نمط الإقصاء والعزلة وتوسيع دائرة
)الآخر( من خلال تجاهل المشتركات, بل إلغائها واستبدالها بمفاصلات ومقاطعات عن طريق مفاهيم
مجلة كلية الفقه / العدد السادس والعشرون
) 922 (
قابلة للتوسعة والنطباق على مصاديق كثيرة يسهل في ضوئها تكفير أكبر عدد من البشر, وهو ما لم
يؤكد عليه الدين بل جاء بعكسه.
الهوامش:
