موارد النثر الفني في ثورة التوابين وإمارة المختار

Abstract

استحوذ القرآن الكريم على أداء الخطباء والمترسلين، لأنّه وبلا شك (( أسلوب جمع الجزالة والسّلاسة والقوة والعذوبة ، ضم البلاغة من أطرافها ، فهو السحر  الساحر والنور الباهر والحق الساطع والصدق المبين )) .([1])

فاخذوا يأخذون أسلوبه ،ويترسمون خطاه، ويقتبسون من آياته ليزيلوا بها نتاجهم الأدبي،وليضيفوا عليه طابع الجزالة والرصانة والرونق والبهاء .

 أما الخطباء فقد كانوا يكثرون الاقتباس منه (( والمهارة في وضع الآيات بالمواضع الملائمة لها من الخطبة، وإنما عمد الخطباء إلى الاقتباس لأنّهم متذوقون لبلاغة القرآن، فهم يجدون في هذه الآيات تعبيراً صادقاً عما يريدون ان يقولوا))([2]) .

 وقد ذكر الجاحظ ( ت255هـ) ان الخطباء ( كانوا يستحسنون ان يكون في الخطب يوم الحفل وفي الكلام ، يوم الجمع آي من القرآن ،فإن ذلك مما يورث الكلام البهاء والوفاء والرقة وسلس الموقع ))([3]) . وذكر ان الخطبة التي تخلوا من آيات القرآن قد سميت بالشوهاء . ([4])  

([1])  - الحياة الأدبية في عصر صدر الإسلام :59 .

([2])  - أدب السياسة في العصر الأموي :353.

([3])  - البيان والتبيين :1/118 .

([4])  - ظ : السابق :2/6 .