فكرة الشخصية المعنوية في فقه الوقف.. مراجعة تأسيسية

Authors

  • عبد الامير زاهد كاظم

Abstract

1- إن أركان الوقف كلها زائلة أو شكلية إلا العين الموقوفة التي يفترض أو يراد لها أن تكون دائمية متطورة يصدق عليها مفهوم الصدقة الجارية فالواقف يرحل إلى ربه، والموقوف عليهم يتعاقبون كتعاقب الأجيال وقد ينقرضون.

والصيغة الوقفية هي الشكل القانوني لانعقاد التصرف الناقل لملكية المال الموقوف.

فلم يتبق دائميا إلا (المال الموقوف)، سواء كان هذا المال لواحد أو لعدة أشخاص فهم قد تخلوا عنه للمنفعة العامة، فانطبق عليه أنه الأصل والأساس الذي تتركز عليه فكرة الشخصية المعنوية، وبذلك يتحقق جوهر المفهوم.

2- إذا لم نعامل المشروع الوقفي على أساس (الشخصية المعنوية) فإن الذمة المالية ستكون متعدية أو سائبة بلا مسوغ قانوني، وربما تندمج مع الواقف أو المتولي وقد تصيب حتى الموقوف عليه، وفي ذلك ضرر محض لاسيما في أوضاعنا المعاصرة، ولأننا مأمورون بالتفكير على وفق الأصلح فاعتبار المشروع الوقفي (مؤسسة مدنية ذات شخصية معنوية) هو الحل القانوني لهذه الإشكالات.

3- ولأنه لا مانع شرعي من التعامل مع المشروع الوقفي على فكرة الشخصية المعنوية، سوى عدم اعتمادها من الفقهاء الأوائل فإن ذلك لا يرقى إلى معنى (المانع) لأن فقه القانون الوضعي هو الآخر لم يكن يعرف هذه التقنية القانونية حتى مطلع القرن العشرين، ثم اكتشفها وعمل بها.

4- وعلى وفق أحكام الشخصية المعنوية، فالواقف هو المؤسس للمشروع بإرادة منفردة أو بما ينزّل منزلة المتعاقد مع الموقوف عليهم أو الحاكم الشرعي إذا كان الوقف على جهة عامة، والموقوف عليهم هم المستفيدون من معطيات هذه المؤسسة المدنية، والمتولى هو (هيأة إدارة المشروع) والأمانة العامة أو الديوان هي جهة التنسيق ورقابة الأداء، وبذلك تنطبق تماما على هذا التشكل المؤسسي أحكام الشخصية الاعتبارية.

فالتأسيس احتياري، والانتفاع استحقاق، والإدارة تكليف، والتنسيق والرقابة (حسبة).

5- إن آثار اعتبار الوقف شخصية معنوية آثار إيجابية على الوقف والواقف والموقوف عليه، وللمصلحة الأكيدة القطعية والضرورية، فاعتمادها فيه نفع عام للواقف وللناس وللبيئة الاجتماعية.

6- إن فقه المسلمين قد تعامل مع فكرة الشخصية المعنوية في أحكام بيت المال، وأحكام المساجد، وأحكام الوقف دون أن يطلق عليها ذلك الاسم، ولعل عشرات الشواهد يمكن التمثيل بها على ذلك.

7- أرى: أن تتواصل المقاربات المشابهة لهذه المقاربة في أبحاث أمانات الوقف في العالم الإسلامي لإزالة العقبات أمام إعادة تأسيس فقه الوقف على معطيات أحكام الشخصية المعنوية.

في الختام: أرجو الله تعالى أن يديم على أمة المصطفى محمد (ص) الإيمان والأمان يحفزهم للحبس والتسبيل.. ويضاعف لهم الأجر، إنه حميد مجيد.

 

 

Downloads

Download data is not yet available.

Downloads

Published

2017-02-17

How to Cite

كاظم عبد الامير زاهد. “فكرة الشخصية المعنوية في فقه الوقف. مراجعة تأسيسية”. Faculty of Jurisprudence Journal , vol. 1, no. 13, Feb. 2017, https://journal.uokufa.edu.iq/index.php/fqhj/article/view/8773.