اثر مفردة (الماء) في القصص القرآني

Authors

  • علي كاظم منهي

Abstract

أن مفردة ( الماء ) حينما تدخل الى سياق القصص القرآني فأنها تكون بمثابة قطب يدور حولها المعنى ، لأنها تمنح القصة القرآنية حيوية دلالية ، فتصور الأحداث وكأنها ماثلة أمام  المتلقي أو  السامع ، بصورة حسية مرئية ، ومن خلال ذلك فقد تناول البحث عدة قصص قرآنية وردت فيها مفردة ( الماء ) وكان لها أثر بالغ في أحداث ومجريات القصة القرآنية ، ونلخص ما جاء بهذه القصص القرآنية بالآتي :

تناول البحث قصة نبي الله نوح ( عليه السلام ) وكيف ( للماء ) أثر في أحداث القصة وبين البحث كذلك كيف كان ( للماء ) دور في حمل سفينة نبي الله نوح ( عليه السلام ) التي حملت من كل زوجين أثنين ، وبذلك تم الحفاظ على سلالة كل أنواع المخلوقات من الانقراض ، ومن خلال مجريات القصة القرآنية التي أخبرتنا بالكيفية التي قضى الله سبحانه وتعالى على المكذبين بدعوة نبيه نوح ( عليه السلام ) ، وكان ( الماء ) هو المحور في نهاية القصة ، وبينت القصة كيف أهلك الله به المكذبين من قوم نبيه نوح ( عليه السلام ) .

وقد تعرض البحث في القصة الثانية الى قصة نبي الله موسى ( عليه السلام ) ، وبين لنا كيف كان ( للماء ) أثر بالغ في أحداثها  وفي حياة نبي الله موسى ( عليه السلام ) فرافقه ( الماء ) وحافظ على حياته مذ طفولته وكذلك كان ( الماء ) سبباً في زواجه ، وفي نهاية القصة القرآنية التي تجسد لنا أحداث كثيرة ومهولة ، نرى إن ( الماء ) تدخل مرة أخرى في إنقاذ نبي الله موسى ( عليه السلام ) وجماعته من فرعون وجيشه الكبير ، وترسم لنا القصة القرآنية من خلال ( الماء ) صورة محسوسة مرئية ماثلة أمام المتلقي ، في كيفية انفلاق البحر الى جزأين كبيرين لعبور نبي الله موسى ( عليه السلام ) وانطباق ( ماء ) البحر على جيش فرعون وبذلك نجا موسى ( عليه السلام ) ومن معه وهلك فرعون وجيشه ، وهكذا كان ( الماء ) أس هذه القصة القرآنية .

وجاءت القصة القرآنية الثالثة في هذا البحث تحدثنا عن قصة نبي الله صالح ( عليه السلام ) وأثر مفردة ( الماء ) في أحداثها ، وكيف كان ( للماء ) دور في أحداثها ، ومجيء ( الماء ) كاختبار لقوم صالح ( عليه السلام ) ، ومعرفة مدى امتثالهم لأوامره التي هي أوامر صادرة من الله سبحانه الى نبيه ( عليه السلام ) ، فعندما قَسّمَ نبي الله صالح ( الماء ) بينهم وبين الناقة ، يوم لهم يشربون من ( الماء ) ويستخدمونه وبذلك لا تقترب الناقة من ( الماء ) في هذا اليوم ، وعلى القوم لا يقتربون من ( الماء ) في اليوم التالي الذي خصص للناقة ، فلم يلتزم القوم بذلك ، وقتلوا الناقة ، فأنزل الله سبحانه غضبه عليهم ، وأهلكهم جميعاً ، ومن خلال ذلك نرى أن ( للماء ) بأحداث هذه القصة دوراً أساسيا وكبيراً في مجرياتها .

وكانت القصة القرآنية الرابعة التي تناولها البحث تحكي لنا قصة نبي الله يونس ( عليه السلام ) مع قومه ، الذين لم يستجيبوا لدعوته عندما دعاهم لعبادة الله ( سبحانه وتعالى ) ، وعند سأل الله ( جل وعلا ) أن ينزل غضبه عليهم ، ولما رأوا العذاب واقع بهم ، تابوا الى الله ودعوه دعوةً خالصة متوسلين صادقين بتوسلهم إلى الله ليرفع عنهم العذاب ، استجاب لهم ورفع العذاب عنهم ، مما أدى بيونس أن يذهب حزنان لرفع العذاب عنهم كونهم أُناس غير صالحين ، وركب في سفينة في عرض ( الماء ) أعترض السفينة حوت داخل ( الماء ) وأراد أن يقلب السفينة ، ولكن ركاب السفينة اقترحوا لأن يضحوا بأحد ركاب السفينة ليرموه للحوت داخل ( الماء ) ، وعند وقعت القرعة على نبي الله يونس ( عليه السلام ) رموه الى ( الماء ) وألتقمه الحوت ، فلبث في داخل بطن الحوت وداخل ( الماء ) مسبحاً لله سبحانه ، وبعد ذلك ، قَبلَ الله توبته ، وقذفه الحوت من داخل بطنه الى ( الماء ) ثم الى اليابسة ، وعاد نبي الله يونس ( عليه السلام ) الى قومه .

وهكذا كان ( الماء ) هو بيئة القصة القرآنية في كل أحداث ومجريات القصص القرآنية السابقة ، ويمكن أن نلخص نتائج البحث بما يأتي :

1- أتضح من خلال البحث أن حركة مفردة ( الماء ) في السياق القرآني ترتبط بغاية آلهية مراعية لحال المخاطب في تصوير الحدث .

2- كان لكلمة ( الماء ) وظيفة معنوية أَثْرَتْ سياق القصة القرآنية ، بينما لا نجد ذلك في القصة البشرية التي تتطلب تتابعاً للأحداث في زمن واحد .

3- جاءت حركة مفردة ( الماء ) في سياق القصة القرآنية مازجةً بين الإيحاء الدلالي والتعبير الفني وأسباب النزول .

4- نجد ورود كلمة ( الماء ) في سياق القصة القرآنية بصيغة الترغيب تارةً ، وأخرى معبرةً عن الترهيب ، وتارة كانت أداةً للاختبار ، وهكذا تتعدد وظائف مفردة ( الماء ) في سياق القصص القرآني .  

Downloads

Download data is not yet available.

Downloads

Published

2017-02-12

How to Cite

منهي علي كاظم. “اثر مفردة (الماء) في القصص القرآني”. Faculty of Jurisprudence Journal , vol. 16, no. 1, Feb. 2017, https://journal.uokufa.edu.iq/index.php/fqhj/article/view/8800.