الإمام الصادق (ع) وأثره في تأصيل علم أصول الفقه
Abstract
أولاً : عدم صحة ما اشتهر من أن نشأة علم أصول الفقه كانت على يد محمد بن إدريس الشافعي ( ت204هـ ) ؛ فإنّه إن كان بمعنى بداية التصنيف في هذا العلم , فهو غير صحيح ؛ وذلك لتقدّم هشام بن الحكم ( ت179هـ) تلميذ الإمام الصادق عليه السلام بتأليفه كتاب " الألفاظ ومباحثها " , مع أن كتاب الرسالة للشافعي لم يشتمل على جميع المسائل الأصولية .
ثانياً : تبيّن من خلال البحث أنّه ليس هناك رأي يكون محلا للاتفاق بين الجميع في مسألة نشأة علم أصول الفقه , والذي ترجّح للباحث هو القول بالتفصيل : بين النشأة بمعنى بداية التفكير الأصولي فهذا كان في صدر الاسلام باستعمال الصحابة لبعض القواعد الأصولية , وبين النشأة بمعنى الظهور والإرتفاع وبروز علم الأصول كعلم مستقل فهذا يكون مع بدأ التصنيف فيه أي على يد هشام بن الحكم ( ت 179هـ) , ويؤيد هذا التفصيل المعنى اللغوي لكلمة " نشأ " فهي تأتي تارة بمعنى ابتدأ وأخرى بمعنى ارتفع وظهر؛ أضف الى ذلك ما ذُكر في تعريف العلم بأنّه : مجموعة مسائل منظمة من المعارف حول موضوعات محدّدة .
ثالثاً : تبيّن أيضاً أنّ الإمام الصادق عليه السلام له الأثر البالغ في تأصيل القواعد الأصولية من خلال وضعها تارة , وبيانها وتطبيقها في مختلف الأبواب الفقهية تارة أخرى .