هواجس فاضل حاتم الشعرية

الملخص

كان شعر حاتم مصداقاً للحقيقة الاجتماعية ، فكان تمثيلاً للقيم الإنسانية العالية التي وظفها في شعره ، التي لم تكن مفهومات مجردة ، تقوم على عزل المعنى عن الموضوع ،بل كانت منصهرة بالوجود الحسي الذي أطلق العنان لاندفاعاته العاطفية ، وهو في سبيل ذلك لم يتوسل اللغة زاعماً سحراً ، فقط تأتية المفردة مزجاة طيعة ، وحاسمة في التعبير عن موضوعها ، فتشعر كأنك تعيش لحظات التجلي الشعري ، كأنها صورة مجسمة شاملة ، ودقيقة وفريدة ، فعلى مساحة دواوينه الكبيرة ، لم يرد صوت يوازي صوت الذات ، وهي ترسم أبعاد فرادتها بالكشف عن خبيء ماضيها ، وصريح حاضرها ، فكان الشعر متعته وعزاؤه ، فقد وجد نفسه فيه ، فدفعه إلى التشبث بالأمل ، فلم يكن انهزامياً متراجعاً منطوياً ، وكل لقاء يجمعني به ، أتساءل عن هذه الشجاعة النادرة التي يشتمل عليها في مواجهة المرض ، وأتساءل عن مصدر هذا الأمل الجامح الذي يحدوه إلى مطارة القصيدة ، والتسابق مع الزمن في سبيل نشرها.