السيرة الذاتية / دراسة في فلسفة النص م.د. شيماء عبد الحسين إبراهيم الحچامي م.م. محمد عبد أبو جاسم 455 السيرة الذاتية دراسة في فلسفة النص

المؤلفون

  • شيماء عبد الحسين ابراهيم

الملخص

من خال استقرائي لمفهوم السيرة الذاتية
وجدت أن اغلب الدراسات الأدبية المعنية
بالسيرة الذاتية تنتهي إلى واحد من نوعين
رئيسين هما :
الأول : عام )نسبي( إذ ينظر إلى النوع
الأدبي بوصفه أسلوباً أكثر منه شكلاً
فيعرفه على ضوء جوهره ونظرته للعالم
وهدفه ، وعليه تتخذ السيرة الذاتية أي
شكل أدبي سواء رواية ، أم قصيدة أم
مقالة، ... الخ... قصد المؤلف فيها بشكل
ضمني أو صريح إلى رواية حياته وعرض
أفكاره أو رسم إحساساته وبذلك تكون
جنسا أدبيا منفتحا على أجناس أدبية
أخرى وهو مفهوم يخلط خلطا واضحا
بين السيرة الذاتية بوصفها نوعا أدبيا
حديثا له خلفيته الاجتماعية ، وتقاليده
الفنية ، وتنويعاته الشكلية المختلفة ،
وبين ما هو جوانب ذاتية ، هي ) صيغة
أساسية أو موقف أساسي في التعبير الفني(.
متوافرة في كل نص أدبي بغض النظر عن
النوع الأدبي الذي ينتمي إليه ، فنمو الفن
الذي يكتب فيه الفنان وعلاقته به هو
نمو لشخصه وتطوره وتطور لوجدانه،
ولكن هذا لا يجعل منه سيرة ذاتية ، وإلا
لأصبحت كل النصوص الأدبية سيراً ذاتية
، وهو أمر غير معقول .
أما الثاني : فهو تحديدي « شكلي « إذ يُنظر
إلى الجنس الأدبي بوصفه شكلاً أكثر منه
أسلوباً ، وعليه فان السيرة الذاتية نوع
من الأدب الشخصي له خصائص تركيبية
وبنيوية ، تُسرد تفاصيلهُ وفق منطلق أساسه
، الصدق ، والتطابق ، مما يجعل منه حكيا
يعتمد الوثيقة والشهادة، ويستبعد التخييل
، لأنه يتدرج ضمن نمط أدبي )مرجعي(
يدعي قول كل شيء، والتزام الدقة المتناهية
والشفافية التامة في الوصف والحكي معا ،
و هذا دليل على أن السيرة الذاتية تمتلك
صفة الأدبية وينفي جنوحها جنوحا تاما
إلى السمة التاريخية، فكاتب السيرة الذاتية
مجلة كلية الفقه / مجلة فصلية علمية محكّمة / العدد ) 30 ( 2019 م
السيرة الذاتية / دراسة في فلسفة النص م.د. شيماء عبد الحسين إبراهيم الحچامي م.م. محمد عبد أبو جاسم
467
يقف بين السمة الأدبية والسمة التاريخية
، يستعير بعضا من وسائلهما وتقنياتهما
وأدواتهما ليدخل حقاً آخر ، ويقول
شيئاً مختلفا ، فالسيرة الذاتية تنتمي إلى
الأجناس السردية، وتأخذ منها بعض
طرائقها وأشكالها ، ولكنها تختلف عنها في
نواحٍ عديدة منها ، وأهمها ، الطابع الذاتي ،
والصدق الواقعي / التاريخي ، وهذا معناه
انه لا توجد سيرة ذاتية غير أدبية ، فالفضاء
المحصور للفن يظل متخلا سرد السيرة
الذاتية في أكثر تجلياتها التاريخية؛ لأنه
حتى تلك المكتوبة من دون أي قدر من
الادعاء الأدبي، قد يوجد فيها – من منظور
قارئ ما – شيء مشترك ، وهو الإشارة «
المرجعية « إلى حياة حقيقية ، وفي هذه
المرجعية يوجد نموذج نصي يشكل جزءاً
من أدبية السيرة الذاتية كنوع أدبي نثري
قائم بذاته ، وهذا ما تناوله المبحث الثاني
من البحث ، وتوصل البحث إلى أن الادعاء
بوجود سيرة طويلة وسيرة قصيرة يعود
بالدرجة الأساس إلى قدرة الكاتب سواء
كان ذاتيا أم غيريا على ضخ المعلومات
وتوظيفها في النص المكتوب ، فضاً عن
ذلك فان هناك العديد من الكتاب قد
ركزوا على جانب أو جوانب معينة من
حياة الشخص لاعتقادهم بأهميتها وضرورة
ذكرها كما حدث مثاً في سيرة الغزالي ،
إذ ركز الكاتب على الجانب الفقهي إلى
جنب ذكر حياته ومؤلفاته ، وآراء النقاد من
القدامى والمحدثين فيه ، وهناك من يتناول
حياته الشخص بكل مجالاتها ولكن بشكلٍ
مختصر كما حدث مثاً في سيرة ابن سينا ،
إذ اتبع الكاتب الأسلوب القصصي المتمثل
بالقصص القصيرة في سرد الأحداث موظفا
في ذلك طبعا ما قدمه ابن سينا العالم في
مجال الطب ، والقانون ، والأدب ، وطب
الأطفال ، والطب النفسي إلى غير ذلك

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

منشور

2019-09-12

كيفية الاقتباس

ابراهيم شيماء عبد الحسين. "السيرة الذاتية دراسة في فلسفة النص م.د. شيماء عبد الحسين إبراهيم الحچامي م.م. محمد عبد أبو جاسم 455 السيرة الذاتية دراسة في فلسفة النص". مجلة كلية الفقه, م 1, عدد 30, سبتمبر، 2019, https://journal.uokufa.edu.iq/index.php/fqhj/article/view/8429.