دالّة الإستعارة ودورها في تكوين الدلالة الإيحائية التفسيرية

Abstract

    إنّ غاية الأداء البياني هو بعث صورة إيحائية لها قوة معانيها الأصيلة في اللغة،^([1]) وإن كان هناك عدول في الإستعمال بما يُضفي عليه السياق من معاني جديدة لها شأنها في عِظم البلاغة ورُقيّها.

    ومن هنا فقد أسهم الأسلوب البياني وبالتعبير الإستعاري في تأسيس الدلالة الإيحائية التفسيرية، إذ كان هو المحفّز على تدفقها، والمتكفل في التوصل إليها والتصوير لدلالات معانيها، بما يحمله من إيحاءات المعنى والقدرة على التأثير.

    وهكذا نستخلص من كل ما تقدّم، وبعد عرض هذه النماذج القرآنية كشواهد تطبيقية إجرائية إلى تحكّم الأداء البياني وبالأسلوب الذي يرسمه في تكوين وتأسيس الدلالة الإيحائية التفسيرية ليتوافق مع طبيعة المتلقي الذي يتّسم بإدراكه الحسّي والعاطفي والذهني والمعنوي ليؤكد (وجود طاقة إيحائية كامنة)^([2]) تنشأ من البنية التركيبية في الأسلوب البياني وما يحتّمه السياق، بحسب مقتضى الحال وطبيعة المناسبة والغرض الديني.

    فكان الأسلوب البياني هو المنطلق والحامل والراسم للدلالة الإيحائية التفسيرية التي نبحث عنها ونريد إثباتها وتأسيسها، ثمّ التنظير لها على وفق ذلك.

⁽[1]⁾  ظ: سيد قطب، النقد الأدبي-أصوله ومناهجه: 37.

⁽[2]⁾  د. صلاح فضل، نظرية البنائية في النقد الأدبي: 472.