الدولة المدنية عند السيد السيستاني
الملخص
تمثل مسألة الحكم في الإسلام القضية الأولى التي تكونت تجاهها مواقف مختلفة منذ وفاة الرسول الأعظم , كما تعد المنطلق الأول , والرافد الأهم لنشوء الفرق والمذاهب الإسلامية عبر التاريخ , ثم أن العلاقة الحميمة القائمة بين الشأن السياسي والشؤون المعرفية في الإسلام , دعت بعض الباحثين إلى تبني القول بوجود العلاقة ( الضرورية ) و( الدائمة ) بين ( المعرفي ) و( السياسي ) في الإسلام ([1]) , وذلك بالنظر إلى وجود العلاقة الجدلية بين الفقه وبين واقعه وأطره المجتمعية زيادة على ذلك , أن الانتماء السياسي والعاطفي , كان له الدور الخطير على الصعيد المعرفي , لتقاطع السلطة السياسية والسلطة المعرفية من جهة , ولتأثير السلطة السياسية في تكوين وتوجيه ( السلطة المعرفية ) من جهة أخرى .
ثم أن الأمرين السياسي والمعرفي أسهما في بلورة المواقف الكلامية والفقهية المختلفة في الإسلام .
وقد تمحور الفقه السياسي الإمامي بالأساس حول مرجعية النص مضافاً إلى المواقف الكلامية المعقلنة في الدراسات التقليدية لقضية الحكم في الإسلام , كما تميّز بوجود مساهمات جادة في التكييف بين مرجعية النص من جهة , ومشاركة الأمة في اختيار الحكم من جهة أخرى ,
فظهرت في هذا الشأن ثلاث نظريات للسلطة والحكم في العصر الحديث , تبنى أصحابها