الأسلوبية الإحصائية في القصيدة العمودية المعاصرة دراسة الثراء المعجمي في نماذج من شعر جاسِم الصحيّح وعارف الساعدِيّ

الملخص

تأثّرت الدراسات الأدبيّة منذ أوائل القرن العشرين بالنظريات اللسانية. وصارت تربط اللغة والتعبير بعوامل تکمن وراء تفاصيل النصّ. والأسلوبية الإحصائية إحدی هذه الدراسات التي تُعنَی بتحليل النصّ ودراسته من خلال الإحصاء والمعادلات الرياضيّة. فهي في الوصول إلی النتائج أکثر موثوقيّة وأدقّ من الدراسات الأدبيّة. وبما أنّ المعجم اللغويّ للأديب من أهمّ المعايير لتفسير النصّ، أولَی جونسون عنايته لدراسة الثروة اللفظية في النصوص الأدبية. وذلك کشفاً لتنوّع المفردات، ووصولاً إلی أفکار صاحبها وانتماءاته. وعلی هذا الأساس، اختار البحث الحاضر شاعرَين من کبار شعراء القصيدة العمودية المعاصرة في العالم العربيّ، وهما جاسِم الصحيِّح من المملکة العربية السعوديّة، وعارف الساعديّ من العراق. وأخذَ 600 کلمة من شعر کلٍّ منهما المطبوع المتوفّر (وفق تعليقات سعد مصلوح لاختيار الکلمات)، ودرسَها في ضوء طرق جونسون الأربع بغية التوصل إلی ثروة الشاعرين اللفظية. والهدف من ذلك هو معرفة تأثير الغرض الشعري، والقضايا المعاصرة في العالم العربيّ علی تنوّع مفرداتهما، وکيفيّة توزيعها في نصّ شاعرٍ من العراق، وآخَر من السعودية. وبعد التطبيق والتحليل، توصّلت الدراسة إلی أنّ غرضَ الصحيّح الغزل، وترکيزه علی التشبيب وإيصال المعاني الوصفية الحديثة، جعل النسبة الکلية لتنوّع المفردات ترتفع عنده إلی (77.16)، لکنّ التزام الساعديّ بذکر معاناة وطنه العراق، ووقوفه علی آلام الشعب وآمالهم، جعل النسبة الکلية لتنوع المفردات تقلّ عنده مقارنة مع الصحيّح، وتصل إلی (0.68). مع أنّ منحني نسبة التناقص بين الشاعرين، يبيّن أنّ الساعديّ يقترب من حيث الثروة اللفظية إلی أسلوب الصحيّح کثيراً في المئة الرابعة والمئة السادسة من کلماته، وذلك عند وصفه حال العراق وآمال الناس.