واقع ومتطلبات التنمية المستدامة في العراق ارث الماضي وضرورات المستقبل
DOI:
https://doi.org/10.36322/jksc.v1i21.5160الملخص
لقد عاش العالم خلال السبعينات و الثمانينات من القرن العشرين أكثر من أزمة تمخض عنها ظهور مشكلات مستحدثة فرضت نفسها على ارض الواقع ، و قد كان ظهورها سببا وراء إعادة النظر في كافة النظريات المؤسسة لعملية ( التنمية ) ، فقد بدأ الحديث عن الموارد غير المتجددة الضائعة من جراء الاستغلال المفرط لها ، و عن دورها في إيجاد اختلالات عميقة في النظام البيئي ، كما إن حركة التسلح النووي و ما ينطوي عليها من مخاطر تهدد الحياة البشرية ، و قضايا ( استنزاف موارد الطبيعة ) و ( تلويث المحيطات ) ، كل هذه الأمور قد كان لها الدور البارز في تغيير نمط التفكير التقليدي في بناء نظريات ( النمو و التنمية ) ، فبدأت الأنظار تتجه نحو بناء نظري جديد يستند في أسسه على فكرة البحث عن مسببات ديمومة الحياة ، و من هنا تبلور مفهوم ( الاستدامة ) 0 <br />فبعد أن كانت مبادئ النمو و التنمية التقليدية تركز في الأساس ( فقط ) على ضرورة التنامي السريع لوتيرة الإنتاج ، و زيادة الإنتاجية و في أسرع وقت ممكن دون اعتبار للآثار السلبية التي يخلقها هذا التنامي السريع على الإنسان و الموارد الطبيعية و ديمومتها ، و على المحيط و النظام الطبيعي 0 بدأ التركيز يتحول نحو اعتبارات إضافية ، البعض منها اخذ يدمج مفهوم ( الاستدامة ) في مفهوم ( التنمية البشرية ) ، و ذلك سعيا للتخفيف من حدة و ربما القضاء على المخاطر الجديدة التي بدأت تهدد أسس الحياة البشرية على الأرض 0 <br />لقد أصبحت البشرية تواجه في الوقت الحاضر مشكلتين حادتين ، تتمثل الأولى في إن كثيرا من الموارد التي نعتبر وجودها الآن من المسلمات معرضة للنفاذ في المستقبل القريب ، أما الثانية فتتعلق بالتلوث المتزايد الذي تعاني منه بيئتنا في الوقت الحاضر و الناتج عن الكم الكبير من الفضلات الضارة التي ننتجها 0 و يشكل تدهور الموارد الطبيعية مثل تعرية التربة ، و إزالة الغابات ، و فقدان التنوع البيولوجي ، و ندرة مياه الشرب المأمونة ، و التصحر ، و الآثار الطويلة الأمد للتلوث بالمواد السامة و غيرها مشكلة مزمنة و واسعة الانتشار ،على الصعيد العالمي سواء المتقدم أو النامي ، 0 و نتيجة لذلك فقد أسهمت هذه المشاكل على الصعيد العالمي إلى بروز مسالة الحفاظ على البيئة و استدامتها كموضوع يحتل أهمية خاصة و على كافة المستويات 0 <br />إن انجاز التنمية المستدامة يتطلب احد الأمرين أو كلاهما : تقليص حجم طلب المجتمع على موارد الأرض 0 و زيادة حجم الموارد ، كل ذلك في سبيل تقليص الفجوة بين العرض و الطلب إلى حد معقول ، إن هذه العملية الهادفة إلى التوحيد التدريجي للمطلوب من الموارد و المعروض منها – الجوانب المتجددة و غير المتجددة من الحياة الإنسانية – هي التي تحدد ما المقصود بعملية التنمية المستدامة0 <br />و طالما أن الحديث سيكون حول ( العراق ) ، فانه لابد من الاعتراف أن الأوضاع البيئية في العراق قد تأثرت بشكل مباشر بعدة عوامل ، بعضها كان يعود للأوضاع الناجمة عن العوامل الطبيعية و الاقتصادية و الاجتماعية ، و بعضها الآخر للسياسات الاقتصادية المتبعة ، فمن جانب تأثير العوامل الطبيعية ، فان تناقص مصادر المياه المتجددة ، و الاستنزاف السريع للموارد ، و تدهور نوعية مياه الشرب ، و تفاقم مشكلة التخلص من مياه الصرف الصحي و الصناعي الملوث في المجاري المائية ، و تدني كفاءة استخدام المياه في الزراعة ، و تزايد التصحر ، و الكثافة السكانية ، و انتشار الوحدات السكانية العشوائية كلها عوامل أسهمت في تدهور البيئة في العراق ، بالإضافة إلى ذلك فان النزاعات مع الدول المجاورة حول التقاسم المشترك لمياه الأنهار ، و مخلفات الحروب التي عانى منها العراق منذ الثمانينات من القرن العشرين و حتى مطلع الألفية الثانية أدت إلى تدهور الأوضاع البيئية في العراق و سرعة استنزاف الموارد و عدم فاعلية برامج مكافحة التلوث 0 أما من جانب السياسات الاقتصادية المتبعة في العراق فان غالبيتها كانت تعاني من التعثر و تصطدم في النهاية بنتائج غير مرضية ، و ذلك لكون غالبيتها كانت ارتجالية و غير مدروسة و غير متلائمة مع واقع الاقتصاد العراقي ، كما إنها كانت رهينة الظروف السياسية فتأثرت سلبا بها 0 <br />التنزيلات
بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.
التنزيلات
منشور
2011-02-03
كيفية الاقتباس
هاشم ح. ع. ا. (2011) "واقع ومتطلبات التنمية المستدامة في العراق ارث الماضي وضرورات المستقبل", Journal of Kufa Studies Center, 1(21). doi: 10.36322/jksc.v1i21.5160.
إصدار
القسم
Articles
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2022 حنان عبد الخضر هاشم
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.
السماح للآخرین بتوزیع ونسخ البحوث، وإنشاء مقتطفات وملخصات وإصدارات منقحة أخرى أو تعدیلات أو أعمال مشتقة من البحث (مثل الترجمة)، لتضمین العمل الجماعی، طالما أنهم ینسبون إلى الباحثین هذه الأعمال، لا یمثل الباحث على أنه یؤید تکیفهم للمادة، ولا یعدلوا هذه المادة بطریقة تلحق الضرر بشرف المؤلف أو سمعته. مزید من التفاصیل موجودة فی Creative Commons Attribution International