أثر البيئة النجفية في نشوء مجالسها العلمية والأدبية وتطورها
DOI:
https://doi.org/10.36317/kaj/2014/v1.i22.6495الكلمات المفتاحية:
أثر البيئة النجفيةالملخص
تعدُّ النجف إحدى مدن المثلث الحضاري الثلاث (الحيرة، الكوفة، النجف) التي تقع في منطقة جغرافية واحدة، كانت تسمّى بـ(الظهر)، يرجع تاريخها إلى عصور قديمة، وقد بُنيت فيها قصورٌ وأديرةٌ ومعابدُ وقلاع ...، ويذكر المؤرخون أنّ الملك البابلي (بختنصر 626 ـ 539 ق.م) بنى حَيْرا على النجف وحصّنه ثمَّ ضمَّ القبائل العربية فيه. وكان ملوك المناذرة وبعض أدباء الحيرة وشعرائها، كعدي بن زيد العبادي وغيره، قد اتخذوا من النجف متنزها لهم ومسكنا ومعتكفا؛ لطيب هوائها وكثرة أنهارها وأشجارها، حتّى سمّيت بـ(خدِّ العذراء)، وقد سكن السريان في أطرافها، وأنشأ اليعاقبة مركزا دينيا فيها، فكان عددٌ من أدباء الحيرة يجيدون الفارسية والسريانية واليونانية([i])، وقد عاش في هذه المنطقة الرسامان الصينيان (فان شن) و(ليوتسه) بين عامي (751 ـ 762م) ([ii]). ويُقال إنَّ الخط الكوفي يرجع في أصوله إلى الخط الحيري، وإنَّ السريان كانوا وثيقي الصلة بالثقافة الإغريقية، وإنَّ كثيرا من عرب الحيرة قد نفذوا إلى هذه الثقافة، بعد أن تعلّموا السريانية ومن ثمَّ انتقلت هذه الثقافة إلى الكوفة، بعد أن مُصِّرت في عام (17هـ). ويُحكى أنَّ النعمان بن المنذر قد انتقى مجموعة من الأشعار وكنزها في(القصر الأبيض) الذي يُعدٌّ واحدا من قصورهم الشهيرة([iii]). وبغضِّ النظر عن المعايير النقدية التي احتكم إليها النعمان في اختيار هذه الأشعار وجمْعِها، فإنَّ مثل هذا العمل، فضلا عمّا تقدّم من ظواهر ثقافية، يدلُّ على عناية كبيرة بالشعر واللغة والأدب وقضايا الفكر والثقافة العامة. ومن الأسماء التي أطلقت على النجف أيضا:(ظهر الحيرة) و(ظهر الكوفة) و(نجف الحيرة) و(نجف الكوفة)، مع أنَّ الدكتور مصطفى جواد يميل إلى أن تُضاف الحيرة إلى النجف، فيقال (حيرة النجف)([iv])، فضلا عمّا أطلق عليها من أسماء أخر، كالطور والجودي والغري وبانقيا وغيرهما، وهو ممّا استدلَّ به بعض الباحثين على عمق الارتباط الجغرافي والتاريخي والحضاري بين هذه المدن الثلاث([v]).
إذن، فقد ورثت النجف حضارتين، قبل الإسلام وبعده، وهما حضارة دولة المناذرة في الحيرة والحضارة الإسلامية في الكوفة.
التنزيلات
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2015 عقيل عبد الزهرة الخاقاني
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.