إسهامات علماء مرو الشاهجان في الحركة الفكرية في بغداد خلال القرنين الثالث والرابع الهجريين

الملخص

كان تأسيس مدينة بغداد في (145هـ-149هـ) اعلاناً ببداية عصر علمي جديد ليس في العراق فحسب، بل في العالم الاسلامي ان لم نقل بالعالم اجمع، إذ اخذت هذه المدينة الناشئة تحث الخطى الواثقة في مجال احتلال الصدارة في الترتيب على جميع المستويات والصعد سواء الفكرية او السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية.
ولذلك اصبحت نقطة جذب واستقطاب لكل من يروم تحقيق احلامه المختلفة، وكونها مدينة ملك في الأساس، فان كل ما فيها من علم في بدايات تأسيسها كان منقولاً اليها، وذلك بناء على أوامر الخليفة ابي جعفر المنصور (136هـ - 158هـ) الذي امر بنقل العلماء اليها ليسهموا في وضع الاسس العلمية المتينة السليمة لمدرسة بغداد العلمية وهذا ما حصل فعلاً، وشهدت مدرسة بغداد العلمية في طور التأسيس توافد الالاف من العلماء اليها وخصوصاً من البصرة والكوفة وغيرهما من مدن العراق والعالم، فازدهرت بغداد كذلك واصبحت نقطة اشعاع بفضل جهود من قدمها من العلماء، ومن هذا المنطلق جاء هذا البحث ليسلط الضوء على جهود مجموعة من العلماء ممن اسهموا في اغناء الثقافة والفكر العربي الاسلامي، وممن اسهموا في الحياة الفكرية في بغداد، وهم علماء مرو الشاهجان، تلك المدينة الخراسانية العريقة، التي خرجت الالاف من العلماء الذين شهد لهم بالاهلية والعلمية واطنبت المصادر في وصفهم مانحه لهم الالقاب المختلفة الدالة على علو كعبهم.