هيرمنيوطيقيا اللون اللون في عالم الغيب ( دراسة في المعنى القرآني )

الملخص

تعالج الدراسة (هيرمنيوطيقيا) اللون تأويله، والنظر إليه بوصفه معنى قرآنيا يتضمن دلالة ، وإيحاء يكمن في رمزيته التأويلية التي لم تُفرغ بعد من مقاصدها الكامنة وراء تلك الرموز، واللون عنصر فاعل في الحياة البشرية منذ أن خلقها الله تعالى ، فهو حقيقة ابتدأت مع بدء الكون ولازالت مستمرة، ورد اللون في القرآن الكريم في الآيات التي تتعلق بالغيب أي ما غاب عن الإنسان في الحياة الدنيا، فالغيب من علم الله تعالى ولا علم للبشر فيه، إلا فيما عرضه القرآن الكريم من صور حسية، ومشاهد لهذا العالم تجسد فيها اللون في عرض صوري لحقيقة الثواب والعقاب، وأمور غيبية أخرى ، ولابد من ذكر اللون في هذه المواضع من دلالة ، ومعنى تختلف باختلاف السياق الذي ترد فيه ؛ فقد عني البحث بالدلالة اللونية التي تنسجم مع أساليب الترغيب للمؤمنين بالثواب الواردة في آيات النعيم والجنة والمواضع التي فيها ثواب للمؤمنين ، وكذلك ما ورد في الآيات التي فيها صور ومشاهد يوم القيامة ،وعذاب الكافرين في النار وترهيب للكافرين بالعقاب؛ فالنفس الإنسانية تتفاعل مع كل الوسائل التي فيها ترغيب أو ترهيب ، ولتلازم الدلالة بين اللون وعالم الغيب له أطر وعلاقات في الذات الإنسانية تنتقل معه في العالم الآخر، فالاستعمال القرآني للون محفوف بمجموعة من المعطيات الدلالية ذات الإيحاء الدلالي المتحرك نحو توسيع هذا المفهوم الذي يهدف إلى إصلاح الفرد