إطلالة علي العلاقة بين الهوية والثقافة مع التركيز على الهوية الدينية

الملخص

قد أصبحت عملية التغيير الإجتماعي في عصرنا الراهن عميقة وسريعة بحيث أنها شكلت تحديّاً خطيراً للهوية الّتي تمثّل أكثر مجالات الحياة البشرية أصالة. ينصبّ تركيز بعض الآراء السائدة في العالم الحديث كالعولمة على الإتّحاد والقضاء على الفروق والتعرفات الثقافية، حيث يقود العالم إلى تجانس شديد، ويعتبر الإنسان السلبي هو أهم أثر لهذه الحركة. وقد أدّى هذا الأمر إلى قضية أزمة الهوية في مواجهة نظام الفكر الإسلامي الذي يمتلك بحدّ ذاته أنثروبولوجيا وكونيات مستقلة. تعتبر أزمة الهوية بلا شك من أهم الأضرار الإجتماعية في عصرنا الراهن، ويمكن رؤية أعراضها على المستوى الدولي وفي جميع العلاقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية بشكل واضح. مع أنّ شدّة هذه التغييرات لم تكن في مستوي واحد، لكن لا توجد منطقة لم تتأثّر بآثارها وعواقبها. يهدف هذا البحث إلي تحليل وإعادة تعريف مفهوم الهوية والثقافة مع إبراز عناصرهما المهمة لدراسة أنواع الهوية والعلاقة الإنسانية بالثقافة والهوية وبفحص أبعاد الهوية الدينية في المصادر الدينية من خلال تحليل النصوص. ويصوّر هذا البحث أهم العناصر العقائدية والعملية للهوية الدينية وأخيراً يسرد العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على الهوية الدينية، وبهذه الطريقة، وبتقديم صورة واضحة للهوية الدينية للشباب المسلمين، فإنها ترسم مخرجاً من أزمة الهوية الدينية في عصرنا الرّاهن.i