سيرة الإمام علي () منذخلافته حتى شهادته في الفكرالإستشراقيـ دونالدسن أنموذجاً

الملخص

يعد المستشرق البريطاني دوايت م. دونالدسون (Dwight M. Donaldson) ممن صنف دراسة جدية في الأئمة الإثني عشر (E) وتاريخ التشيع وتعدّ دراسته التي عنونها (the Shiite Religion) والتي ترجمت بعنوان عقيدة الشيعة من الدراسات الإستشراقية المبكرة الشاملة لحياة وسيرة الأئمة الإثني عشر (E) ودراسة في الجغرافية التاريخية لمزاراتهم في النصف الأول من القرن العشرين. وقد تطرق في الفصول الأخيرة من كتابه لتاريخ التشيع في القرن الرابع الهجري وبالتحديد درس الدولة البويهية ثم ذكر بدايات جمع الحديث عند الشيعة وتطرق بشكل سريع لتاريخ العلوم الدينية والإجتهاد عند الشيعة الإمامية من سقوط الدولة البويهية حتى العصر الصفوي ومن بعده تكلم عن بعض عقائد الشيعة الإمامية مثل العصمة والشفاعة ومن ثم تكلم عن بعض الفرق التي تنتسب للتشيع وخص منها الإسماعيلية والبابية والبهائية.

وعن حياة وسيرة الإمام علي (A) فقد خصّص أربعة فصول لهذا الغرض، وقام بوصف مرقده الشريف في النجف الأشرف في الفصل الخامس، ونستطيع إلحاق هذا الفصل بأبواب مناقشته لكل ما يتعلق بالإمام علي (A) من كتابه هذا.

وفي هذا البحث إرتأينا نقد أبرز مروياته في الباب الثالث من كتابه وهي علاقة الإمام علي (A) بالسيدة عائشة زوج النبي (7) وما شابها من خلاف. كما ناقشنا ما إدعاه من القول بأن الإمام علي (A) لم يكن على بيّنة من أمره عندما إصطف الجيشان في واقعة الجمل، وأن قتلة عثمان كانوا في جيشه ولعله كان (A) هو أحدهم بحسب زعمه، وأننا سنرى أنه (A) كيف حمّل وزر من تسلق دار عثمان وأنه قتله جمهور الصحابة وأهل الحل والعقد في مختلف الأمصار الإسلامية الذين كانوا يرفضون سياساته التعسفية ضد مصالحهم وتأميره لثلة فاسدة على رقابهم معظمهم من أقاربه. وفي المجمل وبعد الرد على أقواله سنرى كيف أن هذا المستشرق جافى الحقيقة وإلتجأ إلىالأباطيل وأقوال الزور تجاه سيرة الإمام علي (A) الوضائة النيرة معتمداً على الرواية التي نقلها أعدائه من الأمويين والعباسيين وما أثبتوه في كتب التواريخ والسير.