مفهوم المعنى في مدرسة لندن اللغوية

الملخص

تسعى هذه الدراسة إلى تقصي مفهوم المعنى في مدرسة لندن اللغوية؛ بوصفها المدرسة التي التفتت إلى المعنى من زاوية الاستعمال الاجتماعي دوناً عن المدارس اللغوية المعاصرة لها التي عنيت بالبنية اللغوية فحسب، بمعزل عن سياقات استعمالها، ولاسيما الجانب الاجتماعي؛ أما مدرسة لندن، فقد كانت إحدى سبلها إلى دراسة المعنى مصطلح (سياق الموقف) الذي جاء به الانثروبولوجي مالينوفسكي، ثم جاء جون فيرث ووظف سياق الموقف في دراسته المعنى في نظريته المعروفة بنظرية السياق، أما هاليداي فقد كان تلميذاً باراً لفيرث، أخذ عن أستاذه تلك المفاهيم ذات النزعة الوظيفية، وأسس عليها منهجه في التحليل اللغوي، وزاد عليها، فخرج بنظريته التي عرفت بنظرية النحو الوظيفي. وكان البحث في المعنى هو الخيط الناظم لعمل أولئك الأعلام في مدرسة لندن.

أما مادة البحث فقد جاءت في مدخل وثلاثة مباحث وخاتمة، عني المدخل منها يتقصي مفهوم النزعة المدرسية في لندن، وبيان المكانة التي اتخذتها مدرسة لندن بين المدارس المعاصرة، من حيث منهجها في التحليل اللغوي، وآراء أعلامها في دراسة المعنى.

وجاء المبحث الأول بيانا لتجليات المعنى عند مالينوفسكي، بوصفه المحرك الأصل نحو دراسة المعنى في سياقات الاستعمال الاجتماعي. ثم جاء المبحث الثاني بياناً لمفهوم المعنى عند جون فيرث في ضوء الاتجاهات التي سلكها أسساً لنظريته في السياق. وتكفل المبحث الثالث ببيان مفهوم المعنى عند هاليداي في ضوء المفاهيم التي ساقها في نظرية الوظيفية. أما الخاتمة فقد ضمت أهم النتائج التي خلص إليها البحث.