الإيقاع الصوتيّ في رسائل النديم: دراسة أسلوبيّة

الملخص

إنّ الأسلوبیّة تحتلّ مکانة متمیّزة في الدراسات النقدیة المعاصرة کمنهج نقدي یقوم بتحلیل النصوص الأدبیّة بما فیها من الظواهر اللغویّة المتشابکة، وما بینها من العلاقات المتناسقة بهدف الکشف عن القیم الجمالیّة والفنیّة لهذه النصوص. ویحقّق هذا الأمر بالاعتماد علی المستویات اللغویّة المتآلفة: الصوتيّ، الصرفيّ والنحويّ، المعجميّ، والدلاليّ. أمّا المستوی الصوتيّ من هذه المستویات الأربعة فهوالأوّل والأهمّ؛ لأنّه یعالج الأصوات بحکم المادّة الأوّلیّة لتکوین اللغة حیث تعتمد المستویات الأخری علی هذا المستوی الأسلوبي.

یقوم البحث هذا بتطبیق المستوی الصوتيّ الرئیسيّ علی الرسائل الأدبیّة لعبدالله الندیم (1843م-1896م) من الأعلام التاریخیّة المصریّة، ویتمّ الترکیز فیه علی الإیقاع الصوتيّ الّذي یتمثّل في التتابع المنتظم لمجموعة من القیم الصوتیّة ممّا تؤثّر في الإیحاء الفنّي والجمال الأدبيّ. و"لإیقاع الصوتيّ في رسائل الندیم: دراسة أسلوبیّة" عنوان مقال تطرّق إلی دراسة أبرز عناصر الإیقاع الصوتيّ أي: "التکرار والجناس والسجع" في هذه الرسائل الأدبیّة الّتي قد تمیّزت بإیقاعها المتدفّق الحاسم، وذلك من خلال محوري النظريّ والتطبیقيّ: -المحور النظريّ: عبدالله الندیم: حیاته ونشأته الأدبیّة، آثاره ومکانته الأدبیّة؛ الأسلوبیّة: النشأة والتعریف والمستویات؛ الإیقاع: التعریف والأنواع. -المحور التطبیقيّ: الإیقاع الصوتيّ في الرسائل الأدبیّة: التکرار، الجناس، السجع. ومن أهمّ ما وصل إلیه البحث هو أنّ الرسائل الأدبیّة قد امتازت بإیقاعها الصوتيّ الّذي برع فیه عبدالله الندیم، حیث تتضافر فیها جمیع العناصر الإیقاعیّة من التکرار والجناس والسجع لخدمة الأغراض الدلالیة التثقیفیّة والتهذیبیّة من أجل التأثیر، فأدب الندیم أدب فنّي هادف یعالج الثقافة والإصلاح الاجتماعي.