جدليّة (الأنا) والمعرفة في الأعمال الأولى لمحمود درويش
الملخص
المعرفة واحدة من أهم إشكاليات الشعر الحداثي، وسؤال المعرفة في الشعر هو ما يتوخى البحث النظر فيه، مُتبَنياً مفهوماً للمعرفة بصفتها إمكان لإدراك حقائق الأشياء والوصول إلى جواهرها. ولمّا كانت الأعمال الأولى لدرويش محكومة بهيمنة مركزيّة المكان/ الوطن، بوصفها سرديّة كبرى، أو حقيقةً لا تقبل المراجعة والتشكيك، ولا تتقبل قيامَ أيّ حقيقةٍ خارجها؛ جاءت مُقاربتنا لحقيقة "الأنا" في ضوء هذه السرديّة فضلاً عن سردية: الحتمية التاريخية للتقدم نحو التحرر، وقد شهدت تجلياتُ "الأنا" تعدداً واختلافاً مع تقدم مراحل الصراع على الأرض، ومع نضج الرؤيا، فضلاً عن قُرب "أنا" الشاعر وبعدها عن الوطن، فالأعمال الأولى اتسمت بمراحل ثلاث للكتابة بحسب منظور هذا البحث: الكتابة من داخل الوطن، والكتابة من الخارج العربي أو (المرحلة البيروتية)، من ثم مرحلة ما بعد بيروت، وكل مرحلة من هذه المراحل لها سماتها الدالة في تقديم المعرفة عن حقيقة "الأنا" ودور الأنا في تشكيل تلك المعرفة. والكشف عن صور هذا التطور والتحوُّل في تقديم المعرفة عن الأنا في سيرورة علاقتها بالوطن والعالم، هو ما يتغيّا البحث تقديمه؛ من خلالِ نماذجَ دالّةٍ ومُتخيَّرة من شعر محمود درويش.
