حقيقة الألفاظ الشرعية ودلالا تها في كتاب "البرهان في علوم القرآن" للزركشـــي(ت794 هـ)

الملخص

مد لله على ما أنزل إلى رسوله كتابا مباركا ليدبروا آياته وليذكر أولوا الألباب . والصلاة والسلام على محمد سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين . الذين من تمسك بهم وبكتاب الله لن يضل أبدا في الدين والدنيا والمعاد والمآب, وعلى صحابته,  أما بعد

فإن الإسلام هو نور بعثه الله إلى أهل الأرض ليهتدوا وليتفكروا بالملكوت المقدس, من جهة والمخلوقات كافة من جهة أخرى, قال تعالى: ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ))([i]), ولما كان هذا الإسلام متمثلا بكتاب الله عز وجل والقرآن الكريم الذي هو سر من الأسرار ونور الأنوار لا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد, فضلا عن ذلك وردت به ألفاظ تحاكي المجتمع الإسلامي لها مسيس بالعبادات والمعاملات, هذه الألفاظ التي أطلق عليها فيما بعد بـ"الحقيقة الشرعية " .

فالإسلام هو الذي أعطاها هذه التسمية إن صح التعبير عن ذلك, وفي هذا البحث المتواضع نحاول أن نخوض في هذه الألفاظ في كتاب مهم إلا وهو" البرهان في علوم القرآن" للعالم الجليل الزركشـــي (ت794 هـ), وهي لا شك محاولة لجمع هذه الألفاظ التي وقف  البحث عليها لتبين دلالتها.

وبعد الوقوف على كتاب البرهان بأجزائه الأربعة استخرج البحث هذه الألفاظ, التي ذكرها الزركشي, بعد ذلك وقفت على علة دلالتها في اللغة والاصطلاح, ثم جاءت خاصة البحث في مقدمة وثلاثة مباحث:

المبحث الأول:البرهان في علوم القرآن, وتم البحث فيه: تسميته, منهجه.

المبحث الثاني: حقيقة  الألفاظ الشرعية ودلالتها, تناولت فيه أهم الألفاظ, ومبينا دلالتها في اللغة ذاكرا انتقال دلالاتها من كلام العرب إلى البيئة الإسلامية وما حدث فيها من تغير دلالي.

المبحث الثالث: جاء بعنوان الألفاظ الشرعية التي ذكرها الزركشي في كتابه البرهان , وقد استقريت هذه الألفاظ وقمت على ترتيبها حسب الترتيب الهجائي, ذاكرا تناول الزركشي لهذه الألفاظ مبينا دلالاتها. 

([i]) - سورة ص: 92.