الفقر الاقتصادي والفقر المعرفي مقاربة اقتصادية
DOI:
https://doi.org/10.36325/ghjec.v5i16.5774Abstract
يعد الفقر مشكلة عالمية وظاهرة اجتماعية ذات امتدادات اقتصادية وانعكاسات سياسية واجتماعية وبيئية متعددة الإشكال والأبعاد وهي ظاهرة لا يخلو منها أي مجتمع من المجتمعات. ولكن بدرجات مختلفة من التفاوت في الحجم والطبيعة والمصدر.
وكذلك في نسبة الفقراء في المجتمع وتشير الكتابات الاقتصادية والأدب الاقتصادي إن خمس سكان العالم يمكن تصنيفهم بأنهم فقراء, محرومون من الحدود الدنيا لفرص العيش الأمين وتتفاقم مشكلة الفقر في المجتمعات النامية بشكل خاص عندما يلهث نموها الاقتصادي وراء نموها السكاني .. وقد ينطوي مفهوم الفقر ليتجاوز البعد الاقتصادي ليمثل الجانب النفسي المرتبط في البعد الإنساني للفقر إن المعنى اللغوي للفقر هو الحاجة والنقص وقد ورد الفقر في القرآن الكريم في أكثر من اثني عشر سورة إن مشكلة الفقر لم تعد محصورة في اطر وطنية وجغرافية محددة بل أصبحت هذه المشكلة ذات طابع دولي واهتمام عالمي حيث تبين في نهاية القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة إن هناك خللاً يعترض مسيرة التنمية الاقتصادية ومعدلات النمو الاقتصادي ويمثل عائقا أساسيا أمام عملية التنمية, وان الفقر المعرفي والأمية المعرفية ( نقص المعرفة ) برزت كمشكلة مهمة في الاقتصادات المعاصرة ... وان تداعيات هذا المفهوم برزت على الصعيد الاقتصادي من خلال ضعف معدلات النمو الاقتصادي حيث إن الفقر الاقتصادي ربما يقود إلى نقص وفقر معرفي في المجتمع .. وكذلك على المستوى الأفراد إن النقص المعرفي وانخفاض المهارات والخبرات الفردية والجماعية هي الأخرى تؤدي إلى فقر اقتصادي إن العلاقة ترابطية بين الاثنين تعد المعرفة اكتساباً وإنتاجا وتوظيفا الوسيلة الكفيلة والمهمة لتحقيق الرفاه الاقتصادي على مستوى الفرد والمجتمع ... وإنها المورد المهم والرابع بعد (الأرض, العمل, رأس المال) .. وان الأنشطة المعرفية تعد المصدر الحقيقي للقدرة التنافسية إن التراكم المعرفي يشكل رافداً مهماً من روافد توليد الثروة على مستوى الفرد والمجتمع وان المعرفة عبر التاريخ تعد دائماً مصدراً مهماً من مصادر بناء الحضارات الإنسانية حيث ازدهرت الأمم والحضارات وتطورت عندما أيقنت الإنسانية إن المعرفة يجب أن تنمو وتزدهر وتتطور.
وبذلك أصبحت المعرفة العامل الأساس والمحرك لتطور الشعوب ولها تأثيراً على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومع مطلع الألفية الثالثة أصبح النمو الثالث في مستوى النضوج بعد الزراعة والصناعة لقد شكل الاقتصاد المعرفي وتطوره فرصة عظيمة لجني المزيد من المكاسب وتحقيق مستويات مرتفعة من النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي إن هذا الاقتصاد الجديد {الاقتصاد المعرفي} يستند بشكل أساس على توفر المهارات والخبرات الفردية والجماعية " رأس المال البشري " ويزدهر الاقتصاد المعرفي ويتطور وتتطور بدورها المجتمعات عندما تستخدم المعارف والمهارات ليس اقتنائها وحيازتها فقط " حيث إن قيمة المعرفة تساوي صفر عند اكتنازها " لذلك إن المعرفة تعد ضرورة اقتصادية وتنموية مؤكدة للتعامل مع الظروف الراهنة للمنظومة العالمية .
Downloads
Downloads
Published
How to Cite
Issue
Section
License
Copyright (c) 2014 صادق علي طعان
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.
which allows users to copy and create excerpts and summaries, and thus create new scientific works from the article or modify it and benefit from the scientific material, provided that the user refers to the link to the original article