التطرف الفكري في كتاب ميزان الاعتدال في نقد الرجال لمحمد بن أحمد شمس الدين الذهبي المتوفي 748ه/1348م

الملخص

الروايات التاريخية وما كتبه المؤرخون المسلمون عن تاريخهم كان لها من الاثر البليغ في صناعة القناعات عند الكثير من الناس الذين أتخذوا من هذه الروايات بمثابة المسلمات التي اصبحت فيما بعد من البناء الذهني والثقافي من إيمان هؤلاء بصدقية تلك المرويات والتي هي في الاصل ليس لها اي مصداقية او اساس تاريخي.

ولعل المسلمون في حاضرهم الان قد عانوا كثيرا من تداعيات واثر تلك المرويات الموضوعة والاقوال والآراء غير الصحيحة فدفعوا بسبب ذلك أعز ما يملكون من ارواحهم ومواردهم ضحية لما كتبه مؤرخون لم يضعوا نصب اعينهم الحيادية والموضوعية الحقة فيما كتبوه.

ولقد حفل التاريخ المملوكي في مصر وبلاد الشام 648 ـ 923ه/1250 ـ 1517م بعدد من هؤلاء المؤرخين فكانت الرواية التاريخية في هذا العصر من اسباب صناعة التطرف وفتوى التكفير ولنا في ذلك امثلة من مؤرخي هذا العصر لا يسع الامر ذكرها وسوف نقتصر على ايراد مثال واحد وهو شمس الدين محمد بن احمد الذهبي ت 748 ه/ 1348م  وفي كتاب واحد من كتبه وهو ميزان الاعتدال في نقد الرجال الذي لم يكن معتدلا في ارائه ورواياته وطروحاته سيما وهو يتحدث عن الشيعة من اتباع اهل البيت عليهم السلام الذين وصفهم بالروافض وأكال لهم التهم جزافا واتهمهم بالتكفير والخروج عن ملة الاسلام واورد اخبارا ليس لها من الصحة شيء تلك التي كان لها آثارٌ خطيرة فيما بعد عند الكثير من الناس فرسخت العديد من القناعات في اذهانهم فكانت معينا ومنهلا استقى منهم الكثير من الذين كفروا اتباع اهل البيت فكان ذلك سببا مهما لصناعة التطرف والتكفير وهو ما نجني تداعياته في الوقت الحاضر.